هو الأول ويرجح أن هذا السد بني متأخرا وأن الذي بناه هو كسرى أنوشروان لضرورات دفاعية، ومن كلام أبي الكلام عن سد دربند:
"توجد على ساحل بحر الخزر الغربي بلدة، اشتهرت من العصر الساساني باسم "دربند" وسمتها العرب "باب الأبواب" وهي واقعة في نفس المكان الذي انتهت إليه سلسلة جبال القوقاز واتصلت بساحل بحر الخزر. وقد وجد هاهنا جدار حجري من الزمن القديم، يبتدئ من ساحل البحر ويرتفع على منحدرات الجبل صاعدًا إلى مرتفعاته، حتى يبلغ طوله نحو ثلاثين ميلًا.
وتفصيل ذلك أنك تجد قبل وصولك بلدة دربند، جدارًا يسد الطريق كله من الساحل إلى مرتفعات الجبل، فلا يمكنك الدخول في البلدة إلا من باب في الجدار نفسه، وكذلك إذا خرجت من البلدة، وجدت جدارًا آخر مثل الأول يسد الطريق، إلا أن به كذلك بابًا يمكنك من التقدم. ويمتد الجداران جنبًا إلى مرتفعات الجبل، وينقص الفصل بينهما كلما تقدما، حتى يصبح عند الساحل خمسمائة ياردة. وفي هذا الفصل تقع البلدة ثم ينقص الفصل بعد ميلين كذلك، فلا يجاوز مائة ياردة. وهنا تنتهي سلسلة الجدارين، فيصيران جدارًا واحدًا. ويمتد هذا الجدار إلى ثمانية وعشرين ميلًا، وينتهي على المرتفعات العالية من الجبل. وكانت قد اشتهرت سلسلة الجدارين عند الفرس باسم "دوبارة" والمكان الذي انتهت إليه هذه السلسلة أقيمت فيه قلعة.
وقد سدت هذه السلسلة جميع الطرق الموصلة بين الشمال والجنوب سدًا محكمًا، لأنها توغلت إلى داخل البحر، فسدت طريق الساحل كلية، ثم امتدت فوق الجبل إلى ثلاثين ميلًا، فسدت سائر الطرق التي وجدت في منحدرات الجبل سدًا تامًا، وليس لأحد أن يخترق من الشمال إلى الجنوب إلا بطريق واحد وهو الطريق الذي يفتحه البابان في سلسلة الجدار نفسه.
ومن المحقق أن هذا الجدار العظيم وجد قبل الإسلام وسمي المكان في العصر الساساني "دربند" لوجود الجدار به أي باب المملكة المقفل. وقد ذكر الإصطخري، والسعودي، والمقدسي، وياقوت الحموي، والقزويني وغيرهم من المؤرخين والجغرافيين العرب هذا المكان