للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زوجُها: حق لها أن تُعْوِلَ عل كبير قريش وسيدها.

أحمد بن جناب المصيصي: حدثنا خالدُ بن يزيد القسري، حدثنا عمار الدُّهني: قلتُ لأبي جعفر الباقر: حدثني بقتل الحسين. فقال: مات معاوية، فأرسل الوليدُ بن عتبة والي مكة إلى الحسين ليبايع، فقال: أخرني، ورفق به، فأخره، فخرج إلى المدينة، فأتاه رسلُ أهل الكوفة، وعليها النعمان بن بشير، فبعث الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل: أن سِرْ، فانظر ما كتبوا به، فأخذ مسلم دليلين وسار، فعطشوا في البرية، فمات أحدهما. وكتب مسلم إلى الحسين يستعفيه، فكتب إليه: امض إلى الكوفة، ولم يُعفه، فقدمها، فنزل على عوسجةٍ (١) فدب إليه أهل الكوفة، فبايعه اثنا عشر ألفاً، فقام عُبيد الله بن مسلم؛ فقال للنعمان: إنك لضعيف! قال: لأن أكون ضعيفاً أحبُّ إليَّ من أنْ أكون قوياً في معصية الله، وما كنتُ لأهتك ستراً ستره الله. وكتب بقوله إلى يزيد، وكان يزيدُ ساخطاً على عُبيد الله بن زياد، فكتب إليه برضاه عنه، وأنه ولاه الكوفة مُضافاً إلى البصرة، وكتب إليه أن يقتُل مسلماً، فأسرع عبيدُ الله في وجوه أهل البصرة إلى الكوفة مُتَلثَّماً، فلا يمر بمجلس، فيسلمُ عليهم إلا قالوا: وعليك السلام يا ابن رسول الله، يظنونه الحسين. فنزل القصر؛ ثم دعا مولى له، فأعطاه ثلاثة آلاف درهم، وقال: اذهب حتى تسأل عن الذي يُبايع أهل الكوفة؛ فقل: أنا غريبٌ، جئت بهذا المال يتقوى به، فخرج، وتلطف حتى دخل على شيخٍ يلي البيعة، فأدخله على مُسلم، وأعطاه الدراهم وبايعه، ورجع، فأخبر عُبيد الله.

وتحوَّل مسلم إلى دار هانئ بن عُروة المرادي، فقال عُبيد الله: ما بالُ هانئ لم يأتنا؟ فخرج إليه محمد بنُ الأشعث وغيره، فقالوا: إن الأمير قد ذكرك فركِبَ معهم، وأتاه وعنده شُريح القاضي، فقال عُبيد الله: "أتتك بحائنٍ رجلاه" "ميت أو هالك" فلما سلم، قال: يا هانئ أين مسلم؟ قال: ما أدري؛ فخرج إليه صاحبُ الدراهم، فلما رآه، قطع به، وقال: أيُّها الأمير؛ والله ما دعوته إلى منزلي، ولكنه جاء، فرمى نفسه عليَّ. قال:


(١) العوسجة: شجر من شجر الشوك له ثمر مدور كأنه خرز العقيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>