للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأبي الحسين على كل من أشار عليه إلا المسير إلى العراق.

وقال له ابن عباس: إني لأظنك ستقتل غداً بين نسائك وبناتك كما قُتل عثمان، وإني لأخاف أن تكون الذي يُقاد به عثمان، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

قال: أبا العباس! إنك شيخ قد كبرت.

فقال: لولا أن يُزري بي وبك، لنشبتُ يدي في رأسك، ولو أعلمُ أنك تقيم، إذاً لفعلت، ثم بكى، وقال: أقررت عين ابن الزبير. ثم قال بعد لابن الزبير: قد أتى ما أحببت؛ أبو عبد الله يخرج إلى العراق، ويتركك والحجاز:

يا لك من قنبرة (١) بمعمر ... خلا لك البر فبيضي واصفري

ونقري ما شئت أن تنقري

وقال أبو بكر بن عياش: كتب الأحنف إلى الحسين: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (٢).

عوانة بن الحكم: عن لبطة بن الفرزدق، عن أبيه قال: لقيتُ الحسين، فقلت: القلوبُ معك، والسيفو مع بني أمية.

ابن عُيينة: عن لبطة، عن أبيه قال: لقيني الحسين وهو خارج من مكة في جماعة عليهم يلامق الديباج؛ فقال: ما وراءك؟ قال: وكان في لسانه ثِقل من برسام (٣) عرض له. وقيل: كان مع الحسين وجماعته اثنان وثلاثون فرساً.

وروى ابنُ سعد بأسانيده: قالوا: وأخذ الحسينُ طريق العُذيب، حتى نزل قصر أبي مقاتل، فخفق خفقة، ثم استرجع، وقال: رأيتُ كأن فارساً يسايرنا، ويقول: القوم يسيرون، والمنايا تسري إليهم. ثم نزل كربلاء، فسار إليه عمر بن سعد بن أبي وقاص


(١) القنبرة: طير يشبه الحمرة.
(٢) الروم: ٦٠.
(٣) البرسام: التهاب في الغشاء بالرئة.

<<  <  ج: ص:  >  >>