للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال: أي أخي أنبئني من سقاك؟ قال: لِمَ! لتقتله؟ قال: نعم. قال: ما أنا مُحدثُك شيئاً، إنْ يكن صاحبي الذي أظن، فالله أشد نقمة، وإلا فوالله لا يُقتل بي بريء.

ابن عيينة: عن رقبة بن مصقلة. لما احتضر الحسن بن علي، قال: أخرجوا فراشي إلى الصحن؛ فأخرجوه، فقال: اللهم إني أحتسبُ نفسي عندك، فإنها أعز الأنفس عليّ.

أبو عوانة: عن حصين، عن أبي حازم، قال: لما حُضر الحسن، قال للحسين: ادفني عند أبي - يعني النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن تخافوا الدماء، فادفني في مقابر المسلمين، فلما قُبضَ، تسلح الحسينُ، وجمع مواليه، فقال له أبو هريرة: أنشُدك الله ووصية أخيك، فإن القوم لن يدعوك حتى يكون بينكم دماء، فدفنه بالبقيع، فقال أبو هريرة: أرأيتم لو جيء بابن موسى ليُدفن مع أبيه، فمُنع، أكانوا قد ظلموه؟ فقالوا: نعم. قال: فهذا ابن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد جيء ليُدفن مع أبيه.

قال جويرية بن أسماء: لما أخرجوا جنازة الحسن، حمل مروان سريره، فقال الحسين: تحملُ سريره! أما والله لقد كنت تُجرعه العيظ. قال: كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمُه الجبال.

ابن سإحاق: حدثني مُساور السعدي، قال: رأيتُ أبا هريرة قائماً على مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات الحسن؛ يبكي، ويُنادي بأعلى صوته: يا أيها الناس! مات اليوم حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فابكوا.

قال جعفر الصادق: عاش الحسنُ سبعاً وأربعين سنة.

وروينا من وجوه: أن الحسن لما احتُضِر، قال للحسين: يا أخي: إن أباك لما قُبِض رسول الله صلى الله عليه وسلم، استشرف لهذا الأمر، فصرفه الله عنه، فلما احتضر أبو بكر، تشرف أيضاً لها، فصُرفت عنه إلى عمر. فلما احتضر عمر، جعلها شورى، أبى أحدُهم، فلم يشك أنها لا تعدوه، فصُرفت عنه إلى عثمان، فلما قُتل عثمان، بويع، ثم نوزع حتى جَرْد السيف وطلبها، فما صفا له شيء منها، وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا - أهل البيت - النبوة والخلافة؛ فلا أعرفن ما استخفك سُفهاء أهل الكوفة، فأخرجوك. وقد كنتُ طلبت إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>