للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شيبان: عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مُضرب؛ سمع الحسن يقول: والله لا أبايعُكم إلا على ما أقول لكم.

قالوا: ما هو؟ قال: تُسالمون من سالمت، وتحاربون من حاربتُ.

ابن أبي شيبة: حدثنا زيد بن الحُبابَ، عن حسين بن واقد، حدثني عبد الله بن بريدة؛ أن الحسن دخل على معاوية، فقال: أي معاوية لأجيزنك بجائزة لم أجز بها أحداً، فأجازه بأرب مئة ألف، أو أربع مئة ألف ألف، فقبلها (١).

ومن "الاستيعاب" لأبي عمر، قال: سار الحسنُ إلى معاويةن وسار معاوية إليه، وعلم أنه لا تغلب طائفةٌ الأخرى حتى تذهب أكثرها، فبعث إلى معاوية أنه يصير الأمر إليك بشرط أن لا تطلب أحداً بشيء كان في أيام أبي، فأجابه، وكاد يطير فرحاً، إلا أنه قال: أما عشرةُ أنفس، فلا، فراجعه الحسنُ فيهم، فكتب إليه: إني قد آليتُ متى ظفرتُ بقيس ابن سعد أن أقطع لسانه ويده. فقال: لا أبايعك. فبعث إليه معاوية برق أبيض، وقال: اكتب ماش ئت فيه وأنا التزمه، فاصطلحا على ذلك. واشترط عليه الحسن أن يكون له الأمر من بعده، فالتزم ذلك كله معاوية. فقال له عمرو: إنه قد انفل حدُّهم، وانكسرت شوكتهم. قال: أما علمت أنه قد بايع علياً أربعون ألفاً على الموت، فوالله لا يقتلون حتى يُقتل أعدادهم منا، وما والله في العيش خيرٌ بعد ذلك.

قال أبو عمر: وسلم في نصف جمادى الأول الأمر إلى معاوية، سنة إحدى وأربعين (٢).

ابن عُلية: عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق، قال: دخلنا على الحسن بن عليٍّ نعوده، فقال لصاحبي: يا فلان سلني. ثم قام من عندنا، فدخل كنيفاً، ثم خرج، فقال: إني والله قد لفظتُ طائفةً من كبدي قلبتُها بعود، وإني قد سُقيتُ السُّم مراراً، فلم أسقَ مثل هذا، فلما كان الغد أتيته وهو يسوق (أي وهو في النزع)، فجاء الحسينُ،


(١) إسناده حسن.
(٢) أي بعد البيعة لأبي بكر رضي الله عنه بثلاثي سنة وشهرين، وهذا تصديق الحديث الصحيح: "الخلافة بعدي ثلاثون ثم تكون مُلكاً عضوضاً".

<<  <  ج: ص:  >  >>