للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه الذى نفذناه به من إغاثة المضطرين له من إيالة وهران المجاورة وإنما تصرف فيه التجار، وبعد وصوله لوهران صرفوه لمرسيلية وربحوا فيه ربحا طائلا.

وقد أجيبوا بالمدافعة عن ذلك بما مضمنه أننا إنما سرحناه للفرنصيص للضرورة الفادحة، وإغاثة الجار المضطر، وحيث وسق في البحر لم يبق لنا عليه سبيل، وإن ذكروا أن لنا عليهم سبيلا في ذلك فليبينوه ويبينوا وجه الكلام مع الفرنصيص في ذلك ليكون معه الكلام، فإن ثبت الحق على الفرنصيص فلا كلام لهم معنا، وإن ثبت علينا فيظهر ما يكون على أن الأجناس المحبين عندنا في الإنعامات سواء، كل من حصلت له الضرورة مثل هؤلاء، واستغاث بنا نغيثه بما تيسر لنا إن كان الخير موجودًا ولا يحصل بذلك الضرر للرعية.

وزيد للنجليز في جوابه بأنا إنما أقدمنا على ذلك اعتمادا على إشارته لأننا نوافق إشارته ونستحسنها لاسيما في أمور البحر، وأعلمناك لتكون على بصيرة وتعرف كيف تدافعهم عن ذلك بالتى هى أحسن، وقد كنت شافهت حضرتنا العالية بالله بما رتبته من وجوه التفصى منهم في ذلك، فاعمل جهدك حتى تدافعهم عن طلب ذلك بما أمكن، والله يعينك وتصلك المكاتيب التي كتبوها لك في هذه القضية ووجهوها لحضرتنا العالية بالله".

وكما أباح الوسق من المغرب سوغ جلب الأقوات إليه لما اضطر أهل سوس لذلك واشتدت فاقتهم، فكتب للنائب بركاش بالكلام مع سفراء الدول في الإذن لتجارهم في جلب القوت لمرسى أكادير ووضعه بها بعد أن يؤدوا صاكته لأمناء مرسى الصويرة لكون المصلحة اقتضت أن يكون التعشير بها لا بآكدير حيث لا موازين بها ولا ديوانة للتعشير، وبأن تكون صاكة ذلك عشرة في المائة لا خمسة في المائة، لأن ذلك مخصوص بما يجلب للصويرة ويوضع فيها، ومما أصدره لبركاش في هذا الشأن وهو الثالث والعشرون مما سبق:

<<  <  ج: ص:  >  >>