للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإننا لمزيد عنايتنا بالرعية وشفقتنا عليهم لنتحمل السهر لتنام أجفانهم، ونرضى بطول الكد لتستريح في الآجل ولدانهم، ولا نأْلوا في إرادة الخير بهم جهدا، وإقامة معالم السنة فيهم هديا ورشدا، حيث استودعنا الله إياهم، واسترعانا صغراهم وجلاهم.

وفيما أخرجه الإمام مسلم: ما من أمير يلى أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم وبنصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة. فلا نهمل في تدبيرهم نصحا ولا نهمل بحول الله ما يثمر لهم نجحا، ويمرد لهم من قوارير العزة صرحا.

وقد أخذتم في اهتمامكم بالمتعين، إحكاما لعمل وظيفكم المعتاد وأداء لما طوقتموه من شد عضد الهداية والإرشاد.

هذا ولما كانت المصلحة في هذا الوقت اقتضت ما استشرناكم فيه، وأوجبت بطريق النظر تسكين ما ينافيه، قدمناه ريثما تقترن طوالع العزم إن شاء الله في بروج سعده، ويأتى الله بالفتح من عنده، وما زلنا ولا نزال بحول الله نصرف العوارض ما أمكن بنظر الرعاية والمصالح، ونذود عن جانب الرعية عقربها بسماك رامح، والله نسأل أن يجرينا على ما تعودناه من المعونة والإمداد، ويغنينا بتدبيره عن أقيسة التدبير والارتصاد، والسلام في ٢٢ من رمضان عام ١٣٠٣".

وقد أحسن في تأييد ما فعله المترجم العلامة الحسن بن عبد الرحمن السملالى في كتابه الفتوحات الوهبية، في سيرة مولانا الحسن السنية، وأبدى في ذلك فِكْرَةَ اقتصادِىٍّ ماهر إذ يقول: فمن تأمل ما عمله أمير المسلمين من موافقته لبعض أجناس النصارى على ما طلبه منه من تسوق الحبوب، وذكر أن المباح من الحيوان ومساعدته له مدة محدودة بثلاثة أشهر في السنة على شرط الخصب بعد بذل جهده نصره الله في المدافعة خمس سنين فأكثر، ومخالفة رأى من أشار له بالمنع تأمل منصف مريد لجماعة المسلمين خيرا وجد ما عمله نصره الله أسد الآراء

<<  <  ج: ص:  >  >>