المذكوران فيهما اللذان حثا كرطيس على التوجه لسواحل سوس، وطمعاه ودلياه بغرور وتوسطا بينه وبين فساد آيت بوعمران ولاقياه معهم وتوجها معه، وكان يبيع الكطربنض على يديهما، ولم يقتصرا عليه، بل حرضا غيره من التجار وطمعاه حتى توجه لتلك السواحل ولم يحصل على طائل ومشتغلان بالخوض في أمر المعادن التي بتلكم السواحل، وهذا هو موجب القبض عليهما، والباشادور ودولته لا يوافقان على تسريحهما حيث هما على هذا الوصف.
وعلى كل حال فقد قبلنا شفاعة الباشادور -في تسريحهما على شرط ضمانته أن لا يعودا لما كانا عليه من إدخال الكطربنض والخوض في أمر المعادن والسعى في الغيار بين الدولتين، وأن لا يتوجها لتلكم الناحية وإن وقع ونزل وتوجها لها يقبض عليهما ولا يتكلّم فيهما الباشادور، والسلام في ٧ ربيع الثانى عام ١٣٠١".
ونص السابع عشر في شأن سلوك قنصل البلجيك بالبيضاء:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد فقد وصلنا كتابك جوابا عما كتبنا لك به في شأن اشتغال قونص البلجيك بالدار البيضاء بإدخال الناس في الحماية، وذكرت أنك كلمت باشدوره في ذلك وتغير منه وكتب للقونص المذكور بالتوبيخ على ما صدر منه وأمره بالوقوف عند حده، وترك الخوض فيما لا ينبغى له، وذكر لك أن الأناس المذكورين ليسوا في الحماية ولا يقبلهم، وأن مخالطتهم مع الترجمان من جملة مخالطة الرعية على العادة، وصار ذلك بالبال أصلحك الله ورضى عنك والسلام في ٧ جمدى الأولى عام ١٢٩٦".