للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكيف بك نحن عظمنا سلطانك بما يليق به، وأنت تقابلنا بخلاف ذلك، مع أن توقير الملوك وتعظيمهم من الأمور المهمة، لا سيما وقد اتفق السيد بوسلهام مع وكيلنا بطنجة على التعظيم، وأنه لابد من ذكر السلطان ولقبه بلفظ التعظيم، ولا يكفى ذكر عظيم الجنس، ووصلت مكاتبه لسلطاننا في البحر بما يناسب قصدنا، ووقعت المخالفة برا، والظن أنه على وجه النسيان منك.

ولا يخفاك أن ملكنا مؤسس على العدل منذ ١٨٥٥، مع أن كل جنس له ملك والملك يختاره الله من خلقه، فإذا كان كذلك فالواجب على المخلوق تعظيمه، وها هى نسخة مكتوب السيدة حميدة تصلك مضمنها ما قاله به عمر المذكور، والسلام بتاريخ يوم الجمعة ١٢ ربيع الأول عام ١٢٦١" صح من أصله المحفوظ بالمكتبة الزيدانية.

ثم أصدر السلطان ظهيرا ضمنه كيفية معاملة الفرنسيين توكيدا للعهود السالفة بعد الحمدلة والحوقلة:

"كتابنا هذا أسماه الله المتلقى بالإجمال والتعظيم والتبجيل والتكريم، يعلم الواقف عليه من عمالنا وولاة أمرنا بثغورنا علم يقين، ونأمره أمرًا حتما أن يعمل بما فيه ولا يحيد على كريم مذهبه، وذلك أن حاصله القونصوا الفرانصيص خديمنا لورشنيد جعلنا له فيما أنعمنا عليه وعلى جنسه الفرنصيص حسبما تضمنه عقد الصلح الذى بأيديهم، وأن كل ما يوسقونه سفن تجارهم بقصد ما يأكلون بحرية السفينة مدة إقامتهم في المرسى وزاد سفرهم لا يعطون عليه شيئا في الخارج من لوازم المرسى، وكذلك القراصين إذا وسقت ما تحتاج إليه في المأكل والمشرب وما تصلح به مراكبها، لا يلزمهم على ذلك في الخارج شئ.

وكل ما يأتي لهم من بلادهم من المأكل والمشرب واللباس لا يلزمهم عليه شئ في الداخل، وإذا اطرد محاربهم سفينة من سفنهم حتى بلغت رماية المدفع

<<  <  ج: ص:  >  >>