للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأمر الخليفة المارشال بيج، وذلك أنه قبل وقعة يسلى بأكثر من نصف سنة كتب الحاج عبد القادر إلى خليفة سلطاننا يلتمس منه الصلح، وهو في إيالتنا، فأمر حينئذ عمر المذكور بإجابته أنه إن التمس الصلح ليعود للملك فذلك لا سبيل إليه، وإن التمس الصلح عن نفسه فقط وبعض دائرته فليقطع الفساد.

ورغبة في الانتقال بمن معه لمكة على يد السلطان مولاى عبد الرحمن ومئونة السفر على سلطاننا، كما أنه تحمل له بعطاء جزيل كل سنة إن فعل ما ذكر، ولما لم يمتثل لأمره حتى قدر الله بالفتنة الواقعة بيننا، ودخل لإيالتكم أمر الخليفة المذكور أيضا عمر المسطور بمكاتبته، وحذره من الثقة بجانب سلطانكم ومن غدره بعد وقعة يسلى بيومين، وبعث المكتوب صحبة أحد أصحابه كان قبض عندنا، وأخبره أن الباب الذى فتح له لا زال كذلك، وهذا إنما وقع حالة الفتنة كما ذكرنا.

وما ذكرته لنا من أن موجب تعاصيه إنما هو هذا الكلام فهذا غير مناسب، لأنه لا يخفى عليكم لفطانتكم وذكاء فهمكم أن هذا العذر لا ينفعه، ومع ذلك لا يستطيع دفاعا عن نفسه، فهو يتعلل بهذه العلة، وقد كاتبنا السلطان بالملاقاة والموافقة على ما فيه سد الخلة بين الجانبين مع النائب الطالب السيد حميدة ورسول السلطان السيد أحمد بن الخضر، وبينا له كيفية الملاقاة، وقد أتحفناهما بهدية نفيسة تليق بالوفود كما ستعاين جميع ذلك في مكتوب السلطان.

وذكرت لنا أن بعث أحد الخواص لحضرة سلطاننا هو ببال من سلطانكم، فالمطلوب منك بذل الجهد في تعيينه ليكون على أهبة واستعداد بطنجة، فإنا قادمون إليها لا محالة لتبديل النسخ، ويذهب معنا وعلينا حفظه ومواصلته بما يليق مكافأة لبر ملككم حال وفودنا عليه مرتين، وفى بعثه وإتمام هذا الخبر والصلح مصلحة الجانبين، وجريا على عادة الملوك، ويحيى هذا الرسول شروط التجارة السابقة بين الأولين، وليراه سائر الأجناس ويحصل لهم اليقين بثبوت الخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>