للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخبث، واستقبال القبلة مع الأمن إلى غير ذلك مما تتوقف معرفته على مخالطة العلماء الأخيار، وسؤالهم عنه كما يسأل غيرهم عن أمور الدنيا.

وقد بلغنا أن الناس تركوا الصلاة بالبادية وأضاعوها، حتى كأنها ليست من قواعد دينهم، وما ذاك إلا من غفلة العمال عن أمور الدين وصرفهم وجه عنايتهم للأغراض الدنيوية، وإعراضهم عن النظر في الأمور الدينية الأخروية:

ما هكذا يا سعد تورد الإبل

إذا لم يكن دين فلا كانت الدنيا

إن دام هذا ولم يحدث له غير ... لم يبك ميت ولم يفرح بمولود

فإن الله تعالى يقول في معرض الثناء على العمال أهل الخير والدين، المقتفين منهاج سيد المرسلين: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (٤١)} [الحج: ٤١] وفى الحديث الشريف: خيركم من لم يدع آخرته لدنياه، ولا دنياه لآخرته.

وما سمعنا أحدا من العمال سجن أحدا أو عاقبه على ترك الصلاة، مع أن تاركها أولى بالعقوبة وأحق، ولو أن العمال اعتنوا بأمور الدين لأعانهم الله على صلاح دنياهم قال تعالى: {. . . وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ. . . (٤٠)} [الحج: ٤٠] فيجب على كل عامل تحرى لدينه وأراد السلام لنفسه أن يتفقد أحوال إيالته، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فيلزم كل دوار ومدشر مشارطة طالب علم يرجعون إليه في أمر دينهم، وتعليم صبيانهم وجهالهم، ويقوم بالأذان والصلوات الخمس، ومن لم يفعل زجره وعاقبه فإن دين الله أولى ما يعاقب عليه العامل الرعية.

<<  <  ج: ص:  >  >>