للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لناحيتهم لما أصابهم من القلق ووفور الوجل، ونحن ما ظهر لنا توجه لتلك الناحية بالمحلة السعيدة ما دام عدو الدين قربها، إلا أن أذهب بنفسى خاصة في نحو مائة فارس وبعض أعيان قبائلنا الريفية بعد تركى المحلة السعيدة في قبائلنا الريفية ناعمة بحمد الله بوفور المؤنة ونئوب عاجلا لقبض الواجب من القبائل الريفية التي هى آكد التقديم، وفى ذلك مصلحتان: إحداهما لئلا ينسب الرومى لنا إعانة الرعية، الثانية التقديم منهم لأن النفع فيهم أكثر من غيرهم من القبائل الوجدانية ولراحة المحلة أيضا، ثم الإعلام أيضا لسيدنا أن بنى يزناسن آخذون في خواطرهم ذاكرون أن مولانا سمع فيهم كلام غيرهم وقبض مساجنهم، وامتنع من تسريحهم، لأن الأشجاع إخوانهم وتحت كفالتهم، وكذلك من معهم من الثلاثة نفر لأنهم إخوانهم، ولم يكن بوجدة إلا سكناهم، وهم الآن مجموعون في سجن فاس، وقد طلبوا منا الشفاعة فيهم المرة بعد المرة، وجوابى لهم أن الطاعة لا تكون بالشرط، وحتى الآن تعين علينا الكلام وظهر لنا أن الشفاعة في شأنهم فيها مصلحة، حيث القبيلة المذكورة زرب الطرف قابضة على دينها وإيمانها أفضل من غيرها، فالمطلوب من سيدنا أن يجبر خواطرهم بتسريح المساجين المذكورين، وينفى عنهم الشك الواهى من أنهم فيهم غرض أهل وجدة، وهم الآن إخوان وذات واحدة وهم عمارة وجدة، ما عدا ابن زعيم، لا كلام لنا فيه.

والنظر في هذا كله لمولانا والعبد على الخدمة طالبا من سيده صالح الأدعية والسلام وفى ٥ رمضان المعظم ١٢٦٨، مقبل الأرض بين يدى سيدنا، محمد بن عبد الصادق أمنه الله" صح من أصلها الموجود بمستودع الأوراق الرسمية بالقصر السلطانى من رباط الفتح.

ثم كتب أيضا بما نصه بعد الحمدلة والصلاة والطابع الكبير:

"خديمنا الأرضى القائد محمد بن عبد السلام بن عبد الصادق الريفى، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة تعالى وبركاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>