المهدى بن العربى ثلاثا، ولأختها زوجة مولاى الظاهر ثلاثا، والباقى وهو عشر جلاسيات ادفعهم لدارنا بآبار، واجعل ذوات البطون في عددها لا في عدد ما أمرنا بإعطائه، وحظ مولاى عبد الله ومولاى الحسين ادفعه لهما ولا يتصرفان فيه، بل أبقه تحت يدك حتى يدخل كل واحد لمحله، لأن مئونتهما اليوم من دارنا، كما يرد عليك صحبة الحامل المذكور أربعة قناطير من الزيت، ادفعها للدار تكون بالخزين أيضا، ومنه تكون عولة مولاى سليمان والسلام في ٢٥ صفر عام ١٢٦٨".
وفيها كتب القائد محمد بن عبد الصادق للمترجم بما نصه بعد الحمدلة والصلاة:
"بعد تقبيل بساط سيدنا المنيف، ولثم قدمه الشريف، ثم الإعلام لمولانا أن الرومى دمره الله لما كتبت له قبل ورود الأمر الشريف، وطلبت منه أن لا يترك عساكره هناك، وأن ينهض من محل نزوله امتثل، لكن عدو الدين لا يؤمن بقى بمحله بعد بعث من حيز عليه من غير مضرته لشئ وقوله لا ينهض حتى يتلاقى مع عبد مولانا، ويجعل معه العقدة التي يكون فيها الصلاح للدولتين، ثم بقى على حاله المذكور إلى يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شعبان الأبرك ونهض لمرس قربه من قبيلة بنى يزناسن، إلى أن وصل ولم يجد الحال حينئذ من أهل القبيلة المذكورة بالمرس المذكور إلا شرذمة قليلة من بنى خالد وبنى منقوش نحو المائتين، ومنعوه النهب من المرس المذكور وقاتلوه قتالا عظيما وردوه على عقبه، ومات من الجانبين من مات وانجرح من انجرح، ورجع لمحل نزوله.
ويوم الأربعاء من شهر الله رمضان وافانا نجل مولانا السعيد مولانا العباس بالمحلة السعيدة لتفرسيت، ولاقيناه بالفرح والسرور الواجب وكثرة المئونة، وساعة وصوله ورد علينا رقاصيص في وجدة وبنى يزناسن يطلبون التعجيل بقدومنا