للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقولهم في مكاتبهم: إنه قال لهم إن أردتم الخير لأنفسكم تنحوا عن الطريق، وإلا فسيحل بهم ويحل، وذلك فتٌّ في عضد المخزن وشيعته وإرجاف، حتى كأنهم ينادونه هلم فليس هناك من يلقاك، أهلكهم الله وزادهم ذلا وهوانا، فلا أضر على الدولة منهم، فإنهم الذين ربوا هذه الفتنة بإيواء الفتان ودائرته، وإظهار الإشفاق عليه والترغيب في الإحسان إليه، وأن ليس مراده في شئ إلا الحماية والمعيشة وهو يسر حسوا في ارتغاء، حتى برز منه ما برز ولحقهم من شؤمه ونحسه ما صيرهم عالة {. . . وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ. . . (١٨)} [الحج: ١٨].

وما ذكر على شأن الجيلانى بن العواد والشافعى وعدم نجح سعيهما في تلك الناحية، فالأمر كذلك، فالأول قائد فتنة لا زال لم يغسل عارها، وسبب محنة أصلاه نارها مع خبث لسانه وعدم إحسانه، وأما الشافعى فلا يعرف صرف أهل تلك الناحية ولا الكلام معهم، لأن صرف الشاوية وكلامهم بخلاف هؤلاء، والموجه لهم ينبغى أن يكون به عارفا.

واندب لكل مهم أهل بلواه.

وفى تكليف ولد أب محمد بذلك غنية فإنا نعرفه في حال الخلافة خيرًا دينا مع محبة وصدق لهجة، فهو أولى بالمباشرة وأحق بالتكليف، وقد مارس قبائل تلك الناحية وعرف أهلها وصرفها وحمد مسعاه وحنكته التجارب، والله ولى التوفيق والسلام في ٦ رمضان المعظم عام ١٢٦٣".

وفى سنة ١٢٦٦ كتب بعض أولاد سيدى الشيخ للقائد حميدة الشجعى يخبره بحالة قبائل الحدود بما نصه ومنه تعلم بعض الأسباب التي اضطرت المترجم إلى ارتكاب ما قدره الله وقضاه:

"محبنا الأرضى، الرئيس الأعز المرتضى، القائد السيد حميدة بن علي، أعانك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته ورضوانه الأعم وتحياته.

<<  <  ج: ص:  >  >>