للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في أمر الألفة والجماعة ما أمكن، ليكون ذلك عونا على ما يحاول من اجتثاث أصله، وحسم مادة إفساده، ولا شئ أعون على ذلك من إصلاح القبائل، واستقامة خدمتها، وهذا الحباسى لا يبعد وقوع هذا منه لخفته وطيشه.

فبوصول كتابنا هذا إليك، وجه عليه كأنك احتجته لغرض، ووجهه موكلا به من يحفظه من غير كبل ليد اشعاش لتطوان، ومره بتثقيفه كما كان عبد الله بن القرشيّ عنده وعند والده من قبل، وهذا الأمر لا تظهره للجروانى، ولا يشم له رائحة، إذ ربما يسوء ظنه لأن طبعه جاف يأبى قبول النصح ويشمئز منه، إنما أردنا بهذا كله تبصرتك وتنبيهك لتتفطن وتكون على بال، والسلام في فاتح جمادى الثانية عام ١٢٦٣".

ثم كتب له بما نصه بعد الحمدلة والصلاة والطابع الكبير:

"ولدنا الأبر الأرضى، سيدى محمد أصلحك الله ورعاك، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.

وبعد: فقد وصلنا كتابك مخبرا بسلامة تلك النواحى وسكون قبائلها وانتفاء ما كان من الخوض والاضطراب فيها، فالحمد لله، فهذه النواحى كذلك، زاد الله المسلمين صلاحا وألهمهم رشدا ونجاحا آمين، وقد وصل كتاب ولد أب محمد مخبرا بما أعقب قتال فسدة غياثة من دخول الرعب في قلوبهم وقلوب جيرانهم، حتى قدموا عليه راغبين في معونة المحلة لظهور ثبات الجيش السعيد، وإقدامه وفتكه في المتجاسرين عليه، وعلمنا من جوابه عتابك له على الواقع، ولعل ذلك خير، فإن غياثة لئام لا ينبغى إلا أن يقابلوا بالجد والقوة، وأن يهانوا ولا يكرموا، وليسوا أهل مكرمة، إن قوبلوا بالبشاشة واللين رجعوا وراعوا بل عند ذلك يزدادون جسارة وتعنتا:

<<  <  ج: ص:  >  >>