للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حوزتكم، فمعاذ الله أن يصدر ذلك منا، وحاشا الله أن نسلمكم أو نهملكم مع أنكم من خيار أبناء عمنا وأرضاهم وأحظاهم لدينا، وما طلبتم من أمرنا الشريف بتقويم بلادكم لتبيعوها لجانبنا العالى بالله، وتنتقلوا منها لسكنى مراكشة حيث تخيرتموها لشبهها بالصحراء، فاعلموا أن بلادكم لا تصلح إلا لكم، وعن قريب ينجلى هذا الغبار، ويأخذ الله أهل الفساد الفجار، ويرجع المخزن إلى نصابه، والصلاح إلى أحزابه، فإن مع العسر يسراً، إنَّ مع العسر يسرًا، والسلام وفى ٢٤ ربيع الأول عام ١٢٦٢".

وفى عام ١٢٦٣ كتب لولده الخليفة بما نصه بعد الحمدلة والصلاة والطابع الكبير:

"ولدنا الأبر الأرضى، سيدى محمد أصلحك الله ورعاك، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.

وبعد: فيرد عليك كتابان لولد الشبلى في شأن خديمنا الحسين الجروانى، طالعهما لتكون على بصيرة في أمره، فقد عجز الذين معه عن مقاومة بعض زمور ولم يقوموا به، فكيف بعداوة بنى مطير! والعاقل لا يرتكب ما لا يقدر عليه، ولا يسعى فيما يجر الغلبة إليه، فلا بدّ اسعَ في إطفاء نار الفتنة الثائرة بين القبيلتين، وباشر الصلح بينهما حتى تضع الحرب أوزارها، وتذهب الشحناء بين الفئتين.

وقد تواتر لدينا من كتب العمال ولد الشبلى وغيره، ارتكابه للخوض والسعى في إثارة الغوغة على العمال ومواعدة فسدة القبائل بالولاية، حتى تشوف لذلك كل قاطع ومارق، وأن الواقع في بنى حسن، إنما هو بسببه لسعيه في ولاية العامرى بن إدريس وتسريحه، وقد كان حاول ذلك لما كان هنا وتكلم حتى في هذا أخ عق أرح الذى وجهنا، ولم نساعده على شئ من ذلك، ولما قدم وجد فيك محل قبول لذلك ومساعدة، ونحن لم نكره ولاية العامرى، واستقامة بنى

<<  <  ج: ص:  >  >>