دجاجة، وثمانية أرطال من الشمع، وما يناسب ذلك من السمن والزيت والخضر والحليب والزبد.
وفى اليوم الثالث من أيام وصوله صدر إليه الإذن بلقى السلطان، وفيه كان اقتباله له أمام قبة الصويرة الشهيرة بعاصمة الجنوب، والمترجم ممتط ظهر جواده، والجيوش والوزراء وأعيان الدولة مصطفة عن اليمين والشمال، ثم تقدم السفير وقدم ما أتى به من الهدية ستة مدافع نحاسية من الطراز الجديد محمولة على كراريط مزخرفة، وما يحتاج إليه كل مدفع من الإقامة، وأربعة أفراس من إناث الخيل العتاق، ثم ناول الكتاب الذى أتى به للحضرة السلطانية فناوله السلطان لقائد مشوره ففتحه وناوله للترجمان فقرأه أمام صاحب الترجمة، ولما ختمه وأحاط المترجم علما بما حواه كان من جملة ما شافهه به أن قال له: سنكون معكم على ما كان عليه أسلافنا وأنتم جيراننا لكم علينا حفظ الجوار، وقد كنا قبل نسمع عنكم ما لا يليق، أما اليوم فقد تحققنا صدق محبتكم في جانبنا.
وإننا مستعدون لقضاء شئونكم، ثم دخل جنانه، ورجع السفير قال نزوله، هذا ملخص ما أفاده بعض من شاهد ما ذكر من حذاق الكتاب في مقيداته، وكان إبحار هذا السفير من ثغر السويرة، كذا قال بعض كتاب الدولة العبد الرحمانية في بعض مقيداته.
وفى عام ١٢٦٢ كتب لأبناء عمه بما نصه بعد الحمدلة والصلاة والطابع:
"أبناء عمنا الأشراف، أهل قصبة سيدى ملوك، وفقكم الله وسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فقد وصلنا كتابكم، وعرفنا مضمنه وما ذكرتم من حطنا من قدركم، وأنا لم نجركم مجرى أسلافنا الكرام قدسهم الله من الاعتناء بكم، والدفاع عن