للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خمسة أشهر، وولى على فاس مكانه عبد اللطيف بن عبد الخالق الروسى، ووجه به عاملاً فوصل إليها في سابع شوال.

وفى ربيع الثَّاني أصدر المترجم ظهيرًا شريفًا نصه بعد الحمدلة والصلاة والطابع بداخله (عبد الله بن أمير المؤمنين إسماعيل الحسنى الله وليه ومولاه) وبزواياه اليمن والإقبال وبلوغ الآمال والسعد:

"كتابنا هذا أسماء الله وأعز أمره، وأطلع في سماء المعالى شمسه المنيرة وبدره، بيد حامله الفقيه الأجل، المجود الأفضل، السيد الحاج أحمد بن عاشر العامرى يتعرف منه بحول الله وقوته، وشامل يمنه وبركته أننا جددنا له بحول الله وقوته حكم ما بيده من ظهائر سيدنا الوالد قد س الله روحه في أعلى الجنان آمين، وظهائرنا الكريمة التي تضمنت توقيره واحترامه على مر الليالى والأيام، والسنين والأعوام، فلا سبيل لمن يروم أو يحدث في جنابه الملحوظ نقصا ولا زيادة، وأبقيناه على مرتبه الذي كان يقبضه من وقف أحباس مسجد سلا الأعظم عمره الله بدوام ذكره، وقدره خمسة وعشرون أوقية دراهم من كل شهر إعانة له على ما هو بصدده من تعليم الطلبة بالمسجد المذكور، وعلى الفقيه المذكور بالاجتهاد فيما كلف به، والواقف عليه يعمل به ولا يتعداه والسلام في الثَّاني العشرين من ربيع الثَّاني عام ثلاثة وأربعين ومائة وألف".

وفى السابع والعشرين من شوال ١١٤٣ وقع الشروع بأمر المترجم في هدم مدينة الرياض المارة الذكر التي كانت زينة مكناسة وبهجتها، وفيها دور العمال والكتاب والأوداية وأهل الدولة الإسماعيلية، والتى كان بها المسجد الإسماعيلى الأعظم والمدرسة والأسواق والحمامات، وكان يقصدها التجار بالبضائع، فلم تمض عليها عشرة أيَّام حتَّى صارت كدية تراب.

وكان قد أشرف على الشروع في هدمها بنفسه وفى نظرى أن أحسن ما يعلل به هدمه إياها زيادة على ما أسلفناه، هو أن صدور الدولة وذوى الحيثيات من رؤساء الجيش ألهتهم قصورهم الفاخرة بزخاريفها عن القيام بوظائف الدولة،

<<  <  ج: ص:  >  >>