باب المحروق، وباب عجيسة، وباب الجديد، وكان ذلك لما تقدم من الاستعانة بغلقها على التمرد ونبذ ما لزم من الطاعة.
وفى الخامس والعشرين من ربيع الثَّاني بعث المترجم للعلامة أبي عبد الله محمد بن عبد السَّلام بنانى فلحق به بمكناس، ولما مثل بين يديه سب وجدع وقرع ووبخ لأمر سوء بلغه عنه، وعزله عما كان بيده من الوظائف بجامع الأندلس، ثم عفا عنه وأغضى.
وفى الحادى عشر من جمادى الثَّانية عزل على السلوى عن عمالة فاس وسجنه لما تظاهر به من السوء لأهل فاس وقتله رئيس أهل العدوتين الشَّيخ دحمان المنكاد، وأسند عمالة فاس للبادسى بن حمدون الروسى.
وفى العشرين من رمضان عزل أبا العباس أحمد الشدادى عن قضاء فاس، وولى مكانه أبا الحسن على بوعنان.
وفى الثَّاني عشر من شوال عزل البادسى عن عمالة فاس، وولى مكانه عبد النَّبي بن عبد الله الروسى، فأساء السيرة فعزله، وولى مكانه حمدون الروسى وأوصاه بالرفق واللين، وحذر وأنذر، ولكن ما بالذات لا يتبدل فلم يزده التحذير إلَّا إغراء:
إذا كان الطباع طباع سوء ... فلا أدب يفيد ولا أديب
وفى أوائل جمادى الأولى صدر الأمر بهدم القصبة البالية وحطب ما فيها من الأجنة، ولما علم السلطان بذلك سجن الناظر ونكل بمن فعل ذلك من الولاة محتجا بأنه لم يأمر بذلك، وإنما أمر بتخفيف بعض الأشجار التي لا غلة لها، ثم أمر ببناء ما تهدم وغرس ما قلع، وفى أواخر شعبان قتل عبدٌ الواحد بن سودة الذي كان أمين المواريث قصاصا.