ثم اجتمع رؤساء الأشراف والعلماء وذوو النجدة والوجاهة، وطلعوا في معية القائد السلوى المذكور لدار الملك لاستئناف تقديم الطاعة فقبلهم المترجم وقابلهم بالعفو والإغضاء، ووصل الشرفاء والعلماء بألف دينار. وكسا الأعيان، وولى عليهم الحاج على السلوى، وانطفأت نيران تلك الفتن.
وفى الثالث عشر من ربيع النبوى عمر الجند السلطانى القصابى مع البساتين (المعاقل).
وفى العشرين منه نهض صاحب الترجمة من فاس ووجهته العاصمة المكناسية، ولما حل بها وجد القبائل استأنفت عملها الأول من ركوب الخيل واقتناء السلاح والعيث في الطرقات، فأصدر أوامره للعبيد بتجهيز الحركة لتمهيد البلاد، وقطع جرثومة الفساد.
ثم نهض قاًصدا تادلا لقمع آيت يمور الذين نزلوا بها لما أخرجهم آيت ومالوا من رأس ملوية، وأضروا بأهلها، ولما أحسوا بمقدمه فروا أمامه ودخلوا بلاد آيت يسرى، فاقتفى أثرهم وأوقع بهم شر وقعة بوادى العبيد نهبت فيها أموالهم وقتل منهم آلاف.
ولما رجع المترجم لتادلا قتل من أعيان رماة أهل فاس عشرين، وكتب لأهلهم يعتذر عن قتل من قتل منهم مبيناً لهم وجه ذلك وموجبه، وأمرهم بتوجيه حركة أخرى فامتثلوا وعينوا من يتوجه للحركة وفق الأمر الصادر إليهم، وكان الذي استعرضهم حمدون الروسى برأس الماء، وبعد الاستعراض توجهوا للحضرة السلطانية.
ومن غد يوم الاستعراض قتل الروسى المذكور عبد الواحد بتير، ومحمد بن الأشهب بباب السجن وأمر بجرهما، ثم من الغد أصبح يهدم أبواب المدينة، فهدم