للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وردت وكان لها السعود مواجها ... والحسن مقصور على مواجها

وبدت طلائع بشرها من قبلها ... كالشمس طالعة لدى أبراجها

وتسير ما بين الأباطح والربى ... ترمى فريد الدر من أمواجها

وتصوغ من صافى النضار سبائكا ... حلت بها الأعطاف من أثباجها

هبطت إليك من الجبال وطالما ... تعبت ملوك الأرض في إخراجها

وأتتك راغبة تجر ذيولها ... وتفيض غمر النيل من أفواجها

تنساب مثل الأفعوان وتنثنى ... كالغصن بين وهادها وفجاجها

خطب الملوك نكاحها فتمنعت ... وأتتك واهبة حلال زواجها

فلتهنك الخود الرفيعة منصبا ... وليهنها أن صرت من أزواجها

حمراء عباسية بدوية ... نشرت ذوائبها على ديباجها

وافتك وافدة صبغ الحيا ... وجناتها وجرى على إدراجها

فكأنها بلقيس جاءت صرحها ... لكنه صرح بغير زجاجها

حاكت لك السيف الصقيل مضرجا ... بدم العدا إذ أُدميت للجاجها

فكأنما ذبحوا بها زمرا فذا ... قانى الدماء يسيل من أوداجها

علمت أناملك الشريفة أبحرا ... غرقت بحار الأرض في عجاجها

فأتتك طالبة الأمان لنفسها ... لتنال بعض الصيب من ثجاجها

لبتك إذ سمعت نداك وأقبلت ... مرهوبة تستن من إزعاجها

ونزعتها بالقهر من غصابها ... والسابقون رضوا ببعض خراجها

حليت مراكشا بدر عقودها ... وفتحت مغلق نهرها وشراجها

<<  <  ج: ص:  >  >>