وجلبت منها للرعية نفعها ... وحللت ما قد عز من أرتاجها
كم من مزارع أخصبت وحدائق ... حلتها بالأقراط من أزواجها
يعلى على الإسكندر استدراكها ... ويحار رسطاليس في استخراجها
نالت من النيل المقدس شعبه ... وزرى بطيب المسك طعم مزاجها
لو يعلم الحكماء ما في مائها ... ما عالجوا المرضى بغير علاجها
فاق الرضاب حلاوة وعذوبة ... وحكى لباب الشهد حلو مجاجها
لو مازجت ماء البحار بمائها ... غلبت عذوبة مائها لأجاجها
يغنى عن السكار طعم زلالها ... وعن الغناء ينوب صوت لجاجها
تنسى الغريض ومعبدا نغماتها ... ويحار إبراهيم في إهزاجها
حلت لنا دار الهناء وخصصت ... روض المسرة إذ أتته بتاجها
أحيت نبات الأرض في جنباتها ... وأرت نجابة دوحها ونتاجها
حيث الحدائق شاكلت زهو السما ... في زهرها الزاهى وفي أبراجها
نسجت زرابى في الفلا مبثوثة ... من نورها كالمسك في آراجها
حفت بها حلل الأعارب رغبة ... في مائها وكلائها ونتاجها
جعلت بساحتها ملاعب خيلها ... ومطالع الأقمار من أحداجها
وأسامت الأنعام حول فسيحها ... فنمت بنجم جمالها ونعاجها
يا أيها المحيى شريعة جده ... والمرشد الهادي إلى منهاجها
والباعث الجرد السلاهب ضمرا ... نحو العدا تستن في أفواجها
تهدى أسنتها ولمع سيوفها ... نحو العدا كالشهب تحت عجاجها