للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنصف الأخر للمسجد الأعظم بمكناس يخرج منه كل سنة نحو الخمسمائة فرنك، يوجه منها خمسة وثلاثون فرنكا ونصف الفرنك تقريبا لجد العائلة المالكة مولانا على الشريف دفين سجلماسة، تصرف في مهمات الروضة والطلبة الذين يقرءون الحزب ودلائل الخيرات، والمؤذنين وقيم الروضة وطعام ليلة المولد النبوى، ومنها ثلاثة عشر فرنكا تقريبا تورع على الطلبة الموظفين لقراءة الحزب والصلاة على النبى - صلى الله عليه وسلم - على قبر والدة المحبس الثانى وأعمامه بروضة أبي زكرياء الصبان نفع الله به، وقد كان لهذا القدر التافه الآن إذ ذاك شأن وبال، كما يخرج من النصف المذكور كل يوم رطل زيتا لضريح سيدى أبى يعزى ورطل لضريح مولانا إدريس الأزهر بانى فاس رضى الله عنهم جميعا وعنا بهم آمين.

ومنها أى الآثار الإسماعيلية جر الماء من بوفكران لزيتون حمرية في ساقية وسط جدار ضخم لازالت بقاياه جهة باب القرمود وسيدى الشريف الوافى لهذا العهد.

ومنها بناؤه الجدار المحيط بغاية حمرية، ولا زال بعضه قائما إلى الآن.

ومنها جر ساقية لجنان العريفة طوطو ببنى موسى في جدار عميق إلى أن يمر ماؤها فوق أقواس باب ثلاثة فحول التي هد منها قوس في هذا التاريخ، والعريفة طوطو هذه هى: بنت بوشتى السفيانى، كانت عريفة للمولى إسماعيل وخلفت أولادًا منهم: القائد قاسم المجاهد، والحاج سليمان، وهنية المدعوة بالنسيم والتومية، وقد كان المولى زين العابدين بن المولى إسماعيل تزوج بالنسيم المذكورة فولدت له الشاد بالله، ومليكة وخلفت العريفة المذكورة أموالًا طائلة من العقار وغيره بمكناسة وغيرها.

ومن تأسيسات المولى إسماعيل ومآثره الخالدة التالدة الضريح الإدريسي الأفخر، والمشهد العلوى الأنور، الواقع بزاوية جبل زرهون التي قال غير واحد من أئمة الدين، حملة شريعة سيد الأولين والآخرين، بتفضيلها على سائر الأقطار

<<  <  ج: ص:  >  >>