الشريف المذكور نفس ملكيته عن أرض أبى حفص التي كانت له عوضا عن أرض براكة التي صارت له بسبب المعاوضة المذكورة، كما أخرج القائد المذكور نفس ملكية المنوب عنه عن أرض براكة، التي صارت للشريف عوضا عن الأرض التي صارت للجانب العالى المعروفة بأبى حفص المشتملة على سقي وبعل، معاوضة صحيحة تامة بتلة بتة على سنة المسلمين في معاوضتهم، ومرجع دركهم، وتملك كل واحد ما صار له عوضا عما صار عنه تملكا تاما على السنة في ذلك، والمرجع بالدرك بعد النظر والتقليب والرضا صحيحا كما يجب من ناب عن نفسه فعن نفسه ومن ناب عن غيره فعنه عرفا قدره، شهد به عليهما بحال كمال الإشهاد وعرفهما أواخر القعدة من عام ستة وتسعين وألف الحق فيه والطريق الآتية من قبور الطوال صح به شهد عليهما بما ذكر أواخر صفر اثنين ومائة، ألف، أحمد بن محمد لطف الله به وعبد السلام بن محمد. اهـ.
غرسها (١) كلها بأشجار الزيتون حتى تمت فيها مائة ألف شجرة من الزيتون ثم حبسها على الحرمين الشريفين، ثم لما توالى على مكناس ما توالى بعده رحمه الله من الهرج والمرج، وشبت نيران الفتن بين أولاده، وتمكن عيث العبيد على البلاد والعباد ومد الفساد والخراب في الأرض أطنابه، كان مما امتدت إليه اليد بالحرق والقطع هذه الغاية، حتى تلفت من شجرها كمية ذات بال، ولما تمهدت البلاد، وانقادت العباد لسيدى محمد بن عبد الله واستتب الأمن وخضعت له الرقاب وانكسرت راية أهل الزيغ والفساد، قام على ساق من رتق ما أنتجته تلك الفتن من الفتق، فكان من جملة ما تلافاه بهمته الفعالة إحياء ما اندثر من تلك الأشجار، بإعادة غرس ما قلع وحرق منها حتى رجعت لشبابها، ثم بعد ذلك فصل التحبيس، فجعل النصف حبسا على الحرمين الشريفين تختص المدينة المنورة على منورها أفضل الصلاة وأزكى التسليم بالثلثين، ومكة المشرفة بالثلث،