للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخطب يوم الجمعة إلى جذع، فقال: إن القيام يشقّ علىّ، فقال تميم الدارى: ألا أعمل لك منبرا كما رأيته بالشام؟ فشاور النبى - صلى الله عليه وسلم - المسلمين في ذلك، فرأوا أن يتخذه، فقال العباس بن عبد المطلب: إن لي غلاما يقال له كلابٌ أعمل الناس، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: مره أن يعمله، فعمله درجتين ومقعدا، ثم جاء به فوضعه في موضعه. (١) اهـ.

وتميم هذا هو أيضا أول من أسرج السراج في المسجد كما في "الإصابة" (٢) من رواية الطبراني.

(رجع) ومن تأسيسات الأمير المذكور بناء قنطرة السيد على بن منصور الشهير، الآتي الذكر بحول الله، وكان تأسيسه إياها عام أربعة ومائة وألف.

ومنها القبة التي أمام المدرسة الجديدة الشهيرة اليوم بالبوعنانية عام تسعة ومائة وألف.

وجدد ضريح الولي المتبرك به سيدي يوسف الشريف أحد الصلحاء الذين ضمتهم داره الكبرى المتقدمة الوصف، وكان تجديده له عام ألف ومائة واثنين وعشرين ويدل له ما هو منقوش في رخامة بضريح الولي المذكور نقشا بديعا ودونك لفظه:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما، كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، هذا ضريح الولي الصالح أبو المحاسن سيدى يوسف الشريف الشهير بأبي قنادل نفعنا الله ببركاته آمين، أمر بتجديد هذا الضريح المبارك الملك الإمام الجليل أبو النصر مولانا إسماعيل أيده الله ونصره أوائل المحرم فاتح سنة ١١٢٢ هـ.

هكذا بالقلم الفاسي، ويوجد هذا الضريح وراء دفة الباب للدار المذكورة دار الخلافة على يسار الداخل.


(١) كتاب الطبقات الكبير لابن سعد ١/ ٢١٥.
(٢) الإصابة ١/ ٣٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>