للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للخصة، وأن أمير المؤمنين مولانا إسماعيل هو الذى بناها نصه نظما: بحمد إلهى ... إلخ، الأبيات المارة ولا شك في خطأ هذا النقل، إذ تقدم بناء هذه المدرسة وهى المعروفة بمدرسة القاضى وبمدرسة الشهود وذكرها في "رَوْض" ابن غازى أشهر من نار على علم، كما أنه أخطأ في نسبة التاريخ للرخامة، فإن الأبيات التي بها التاريخ إنما هى منقوشة هناك في زليج أخضر كما قدمنا، وكفى بالعيان برهانا، وأشنع من هذا أن صاحب "الدر المنتخب" المذكور ما ذكر هذا الذى قدمناه عنه حتى قدم متصلا به أن مدرسة القاضى والشهود بانيها هو أبو يوسف المرينى، ومعلوم خارجا أنها هى التي عن يسار المقابل للمحراب المذكور، ثم أثره ذكر أن بانى التي على اليسار المذكور هو المولى إسماعيل، وهذا أقوى دليل على أنه لا يتصور أن المدرسة المذكورة هى التي على اليسار المذكور، فلم يميز بين مدرسة الشهود والقاضى وبين المدرسة الجديدة في كلام ابن غازى، وظن أن التي على اليسار هى غير مسمى مدرسة الشهود فخلط، وما حرر ولا ضبط.

(رجع) والمولى إسماعيل هو الذى نصب المنبر المرونق بالمسجد الأعظم الموجود لهذا العهد يوم الجمعة ثانى عيد الأضحى عام اثنى عشر ومائة وألف على ما في بعض التقاييد التاريخية.

وجدد مسجد سهب الملح وهو المعروف اليوم باسم مسجد ابن عزو على يد المسن المكرم السيد عبد الرحمن بن أحمد بن عزو، كما وقفت على ذلك في بعض التقاييد، وكان تجديده له عام واحد وثمانين وألف.

(فائدة) قال القلقشندي: أول من عمل المنبر في الإسلام سيدنا تميم الدارى عمله للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان قد رأى منابر الكنائس بالشام. (١) اهـ.

قلت: ويدل له ما في أبي داود عن الحسن بن على عن إبراهيم بن أبي داود عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما بدن قال له تميم الدارى: ألا أتخذ لك منبرا تجمع أو تحمل عليه عظامك؟ قال: "بلى"، فاتخذ له منبرًا مرقاتين. اهـ.

وما في طبقات ابن سعد من حديث أبى هريرة وغيره، قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم -


(١) صبح الأعشى ١/ ٤٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>