على أنه كان معدا عند المولى إسماعيل للصلوات الخمس، ومسجد القصة المعروف بهذا الاسم لصلاة الجمعة، وقد يصلى فيه الخمس أيضا عند ما يجده الوقت في قصر الستينية المتصل به، أو لمقتض آخر، مقتضيات عظم المملكة وشامخ أبهنها.
والظاهر أن ذلك الاحتفال الهائل الذي خص به المولى إسماعيل جامع الأنوار، حتى إنه جعل أعمدته على كثرتها كلها رخاما مع تلك الخصة التي لم ير الراءون مثلها عظما وحسنا وغير ذلك، ولا سيما مع حصول الاستغناء عنه بعد العظمة الإسماعيلية لا بالنظر للمدينة ولا بالنظر للقصبة، فتكون خطبة مسجدها مع تخريب هذا رجعت إلى محلها الأصلى والله أعلم. وكان تأسيسه لهذا المسجد العظيم المقدار عام عشرة ومائة وألف كما في "الدر المنتخب".
ومن إنشاءاته أيضا مسجد الأنوار المعروف في العصر الحاضر بمسجد سوق السباط، ويدل لذلك ما هو منقوش في لوح خشب ببعض جدراته ولفظه:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وصلى الله على سيدنا محمَّد وآله وصحبه وسلم تسليما، الحمد لله الذي جعل أهل العلم أنجما يقتدى بهم في كل وقت وزمان وزين بالاهتداء بهم كل مكان، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمَّد سيد ولد عدنان، وعلى آله وأصحابه ما تتابع الملوان، هذا وإن مولانا المؤيد بالله الهمام محيى الملة والدين، وسالك سبيل الأئمة المهتدين، المجاهدين في سبيل رب العالمين، أمير المؤمنين، مولانا إسماعيل بن الشريف الحسنى أيده الله ونصره، لما أنهى إليه أمر المسجد الذين أنشأه الناظر الأسعد, الموفق الأرشد، أبو عبد الله سيدي محمَّد بن محمَّد الكاتب القيسى الأندلسى أصلا ونجارًا، الفاسى نشأة ودارًا، المسمى بمسجد الأنوار أمر نصره الله بإحضار علماء التوقيت العارفين بدلائل القبلة وهم السيد محمَّد بن عبد الرحمن المرابط والسيد العربي بن عبد السلام الفاسي والسيد حسيت الكامل، والسيد محمَّد بن سليمان العونى وحضروا بالمسجد المذكور واستعملوا البحث والنظر بطرق علماء الفن والأسطرلابات والدائرة ومقاييس الشمس، فأداهم اجتهادهم إلى أن