للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكتاب الإِمام لقد سعدتم ... بآثار لسيدنا سديدة

دنوتم من قصور أبي المعالى ... وقد كانت منازلكم بعيدة

وما دار تقرب منه إلا ... مباركة بلا ريب سعيدة

قال في "الدر المنتخب المسْتحسن" وقد أجازه السلطان على هذه القصيدة بأربعمائة مثقال نفذها له عند عامله الباشا على بن عبد الله الريفى فقبضها منه في الحال. اهـ.

قلت: هذا وأبيك الكرم ونخوة الملك، فالأربعمائة مثقال في ذلك الزمان من الأمر ذى البال تقوم بما لا تقوم به اليوم أربعمائة ألف فرنك، ثم لما قضى الله بخرابها ونثر نظام عقد محاسنها، قيض لنقض محكم بنائها السلطان المولى عبد الله نجدٍ مؤسس قواعدها على تقوى من الله ورضوان، فأمر النصارى وغيرهم بهدمه لأمر عرض له في الحال اعتراه بسببه شبه اختلال، وذلك الأمر هو ما ذكره صاحب "الدر المنتخب" من إنه كان إذا جن الليل اجتمع من سكانها القواد والأعيان وتذاكروا الأمور الواقعة في الآفاق والبلدان، وتذاكروا فيما بينهم وإن أرادوا أمرا عليه صمموا ويدبرون الأمر حتى يكون ما عليه عولوا، فنصر مولاى أحمد الذهبي أولا كان في مدينة الرياض المذكورة، وفيها اتفقوا على عزله ونصر مولاى عبد المالك في الرواية المشهورة، وفيها عزلوا مولاى عبد المالك وردوا مولاى أحمد، وفيها اجتمع رأيهم على نصر مولاى عبد الله وكان مولاى عبد الله إذا فعل فعلا اجتمعوا وتحدثوا، فكان مولاى عبد الله لأجل ذلك لا يبلغ مناه، وإن أراد مولاى عبد الله أن يبرم أمرا اجتمعوا وقالوا هذا أمر لا نفعله بوجه ولا بحال، فبلغ الخبر لمولاى عبد الله فأعرض عن ذلك الأمر الذي أراد كأنه لم يبق له ببال، وأرسل إلى العبيد الذين بمشرع الرملة ومن كان غائبا من جنوده وكساهم وفرق عليهم الأموال، وزادهم في الراتب وقدمه لهم على الكمال.

<<  <  ج: ص:  >  >>