للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله له في الجنة أوسع منه" إلى غير ذلك من الأحاديث النبوية. وصحاح الأخبار المصطفية.

وأمر أيد الله أمره عام ستة ومائة بعد ألف بجلب الماء له من عين البيضاء في قادوس مختص به ويكون الموضع الذي يجري فيه القادوس حبسا عليه من العين المذكورة إلى المسجد الجامع المذكور في جميع الأملاك السلطانية، وألزم ناظر المسجد المذكور في حينه وهو المكرم عبد الوهاب بن الناظر المسن المكرم محمَّد بن عبد العزيز حجاج مع من له النظر العام والأمانة الكاملة في أمر البناءات كلها السلطانية على اختلاف أنواعها وأجناسها بداره العلية حرس الله رفيع أعتابها، وصان من طوارق الحدثان على أبوابها، ناصح خدمته السلطانية، في السريرة والعلانية، وهو الطالب محمَّد بن الثقة الخير خديم أهل كتاب الله المحب لآل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله محمَّد الكاتب شُهِر الأندلسي نَجِارًا، الفاسي دارًا، ومنشأً وقرارًا، بالوقوف التام على خدمة ذلك الماء على أن يصل إلى المسجد الجامع المذكور فوقفا عليه، وصرفا كليتهما إليه، حتى بلغ على مقتضى غرضه السلطاني فجعل نصره الله ثلاثة أرباعه للمسجد الجامع المذكور، والربع الواحد الباقي منه للسقاية التي هنالك بإزاء المسجد.

تقبل الله عمله، وبلغه في نصر الإِسلام وصلاح الأنام أمله، ولما علم من قوله - صلى الله عليه وسلم - ما علم من أنه عليه السلام قال: "من بنى لله مسجدا بنى الله له في الجنة أوسع منه" أراد حصول تلك الفضيلة فأمر أيده الله بزيادة صفين اثنين ليوسع بهما، فزيدا على نظر الإمام المقرون بالبركة قبلي المسجد الجامع المذكور وصل الله سعده، وأناله من الثواب الجزيل قصده، والحمد لله ولي التوفيق والتسديد، المتكفل لمن شكره بالمزيد، ولمن توكل عليه بالإعانة والتأييد.

وصلى الله عليه سيدنا محمَّد نبيه الذي اصطفاه من العبيد، وجعله السبب الأوصل في نجاة الناجي وسعادة السعيد، وعلى آله وصحبه صلاة لا تنقطع أبد الأبد ولا تبيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>