للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من قبل مولانا المنصور بالله الإمام العدل المعظم المتواضع لذكر الله ورسله، فرع الدولة الحسنية وأمكن ركنها، حامي حمى خلافة الإِسلام، مولانا إسماعيل بن مولانا المقدس مولانا الشريف الحسني أمده الله بعزيز تأييده وبمعونة نصره ورشده آمين.

وهي المسماة بالرياض العنبري عمره الله بدوام ذكره وحرسها حبسا يجري مجراها ولا يحيد عن طريقها وسبيلها مؤبدا ووقفا مخلدا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، ومن بدل أو غير فالله حسيبه وسائله وولي الانتقام منه، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، فمن عرف ذلك كما ذكر قيد به شهادته في أواخر جمادى الثانية عام ثمانية ومائة وألف، الحمد لله الذي جعل الخلافة شمسا من عنصر النبوءة فأضاءت على أديم البسيطة أنوارها، وارتفع إلى السها والفراقد منارها، وتألق بالإصباح نهارها, ولاحت في سماء المجد بدورها وأقمارها، وهزت عطف الزمان انتشاء مناقبها الشريفة وأخبارها، وفاض لبركتها على أكناف المعمور خضمها الزاخر وتيارها، والصلاة والسلام على سيدنا محمَّد الذي ظهرت نبوءته قبل ولادته، وبشرف الأحبار والرهبان بعموم رسالته، وخرقت له حجب الآفاق، وفرجت له السبع الطباق، فحاز على كافة الأنبياء والمرسلين خصال السباق، صلى الله عليه وعلى آله والرضى عن أصحابه صلاة كاملة ورضى تاما وسلم كثيرًا أثيرًا، أما بعد: فإن الله تعالى قد اختار لصلاح هذه المغارب، من سعد به البادي والحاضر والشاهد والغائب، الإِمام المنتخب من عترة النبي الذين علوا مناقب ومناصب، ورقوا إلى أشرف المنازل والمراتب، الملك الهمام، حافظ بيضة الإِسلام وكافل أمة النبي عليه السلام، صاحب الفتوحات المنسقة النظام، جمال الأنام، تاج الإمارة عز الإِسلام، الذي أسفر عن صبح النصر العزيز نصله، واشتمل على خواص الشرف الأصيل جنسه وفصله، وطابت فروعه

<<  <  ج: ص:  >  >>