الله لخلافته العلية ما عود، ومتع مما خول وأعان على ما خلد، أعلى الله منار عدلها، وشكر مكارم قولها وفعلها، جاهد في الله حق جهاده، حتى استخلص من أيدي الكفار رقاب عباد الله وحصون بلاده، وجدد ما اندثر من العمائر، وشيد ما تركه الأوائل للأنام من المآثر، إلى غير ذلك من المآثر الحسان، الدالة على معاليه في كل زمان، اللهم كما نصرت به الدين، وأيدته على أعدائك الكافرين، وجعلته رحمة للعباد، وعصمة للبلاد، ونقمة لأهل الفساد، فأكرم اللهم خلافته العزيزة بطول البقاء، وألزم أوامره وصوارمه أقوم الاضاء.
وحين بوأه الله المراتب العلية، والأفعال الزكية المرضية. صرف همته لتشييد المساجد، وتشهير المعاهد، وخصوصا مسجد المدينة العليا الجديدة العنبرية الذي جعل له من الأوقاف داخل المدينة وخارجها ما هو مرسوم بالورقات الثلاث قبل هذه المواليات لها وقف شهيداه الواضعان لاسميهما عقب تاريخه مع ناظر المسجد في حينه، وهو المكرم عبد الوهاب ابن الناظر المكرم عبد العزيز حجاج على عين جميع أوقاف المسجد المذكور عمره الله بدوام ذكره داخل المدينة المذكورة وخارجها، كل وقف منها على انفراده، وحازه معاينة، وجدد الحوز، ولما تحقق عند العلامة القاضي بحضرة مولانا العلية، وخطيب منبرها العالي المخصوص لديه بترفيع المزية. المصروف إليه خطاب القضاة بإيالته الحسنية، قاضي الجماعة، ومصرف الأحكام المطاعة، سيدي محمَّد أبو مدين بن حسين السوسي ما عليه الناظر المذكور من الحزم، والسعي في المصالح والعزم، أوصاه أن يعمل على ما يقربه عند الله من مرضاته، ويظفر بجزيل مثوباته، وفي أواسط رجب الفرد عام ثمانية ومائة وألف الحمد لله شهد واضع اسمه عقب تاريخه بمعرفة المواضع المقيدة بالقوائم الست بمحوله مع ما في القائمتين أعلاه معرفة تامة كافية ويشهد مع ذلك بأنها محبسة على المسجد الأعظم، من المدينة العليا المختطة عن الإذن العلى بالله