للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأواخر، ذلك القصر هو المعروف اليوم باسم الأروى ذلك القصر هو الذي أشار إليه أبو القاسم الزياني بقوله: وجعل لها إصطبلا لربط خيله وبغاله، طوله فرسخ مسقف بدائرة البرشلة على سواري وأقواس هائلة كل فرس مربوط اثنى عشر ألف فرس وبين الفرس والفرس عشرون شبرا، يقال إنه كان مربط اثنى عشر ألف فرس مع كل فرس سائس ونصراني من الأسارى لخدمته، وفي هذا الإصطبل ساقية للماء مقبوة الظاهر، وأمام كل فرس محل مفتوح كالمعدة لشربه، وفي وسط هذا الإصطبل قبب متعددة لوضع سروج الخيل على أشكال مختلفة اهـ.

وفي هذا الإصطبل هري عظيم على طول الأروى لخزن الشعير المعد للعلف يسع شعير المغربين، وهذا الهري لا زال قائما حتى الآن، إلا أنه قد خرَّ بعض سقفه، وهذا السقف بعضه الآن مساو لأرض الأروى والبعض الآخر بارز عنها وبه أبوابه، ومن الغريب أن الزياني ومن تبعه لم يتعرضوا لذكره مع كونه من هائل المباني الإسماعيلية التي لا زالت قائمة العين كما ذكرنا. قال أبو القاسم الزياني: وبجوار هذا الإصطبل بستان على قدر طوله فيه من شجر الزيتون وأنواع الفواكه كل غريب عجيب طوله فرسخ وعرضه ميلان اهـ.

قلت: صار هذا البستان قبل اليوم دورا للجيوش السلطانية، وغالب دوره لا تخلو عن غراسات ويعرف اليوم باسم الزيتون، صار هذا الاسم علما له بالغلبة.

ومن المباني الهائلة بهذا الإصطبل أيضا هيكل الهري المائل الآن فيه وهو هيكل عظيم هائل اشتمل على أهرية منها هري سبع قبب. وقد دخلنا هري سبع قبب هذا فوجدناه انتصب من بناء مهول مدهش يمثل عظمة بانيه وكمال اقتداره، وبه ست قبب محيطة بالقبة الوسطى العظيمة التي هي سابعة القبب، يقال: إن هذا الهري كان معدا لوضع السلاح الحربي فيه حتى يحتاج إليه، وقد كان السلطان العظيم الشأن المولى حسن عين هذا الهري لخزن البارود ثم بعد مدة طرأ عليه ما

<<  <  ج: ص:  >  >>