للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هِمَمْ الملوك إذا أرادوا ذكرها ... من بعدهم فبَألْسُن البُنْيان

إن البناء إذا تعاظم قَدْرُهُ ... أضحى يدلّ على عظيم الشان (١)

ومن إنشاءات مولانا إسماعيل في قلعته القصر المسمى لهذا العهد بدار البقر وهو المعنون على بابه بباب مسعود بن العربي، وهو متصل بقصر المحنشة والمدرسة، ومجاور لباب مراح مقر المماليك الملوكية وموقع هذا القصر شرقي صهريج السواني، ومن جهة الجنوب النهج العمومي هناك أضيف القصر للبقر لأن السلطان الأكمل المقدس مولانا الحسن كان جعله مقرا للبقر الحلوب الذي يقام من حليبه في سائر الظروف السنوية تموين الحليب لداره العلية، وكذا جعله مقرا للقيمين بحليبها تحت إشراف أمين حتى يصل لمحله بالدار المولوية ليد المكلف بتقسيطه على أفراد العائلة الملوكية ثمة، والزائد على التقسيط من الزبد المستخرج منه على ما اقتضته أنظاره السمية وأوامره العلية، يجمع ويحمل لجنابه العلى كل سنة حيثما كان من إيالته السعيدة.

والعادة في كل بقرة انقطع حلبها نقلها للعزائب السلطانية ويؤتى بالحلوب بدلها، وبذلك كان الحليب لا ينقطع من الدار السعيدة في سائر فصول السنة، وعلى ذلك استمر العمل إلى آخر الدولة العزيزية، ثم انقطع وفني السكان القيمون وخرب القصر وصار براحا تزرع فيه البقول والخضروات، والعادة المحكمة إلى الوقت الحاضر هي دخول سلطان الوقت عند الإياب من حفلة صلاة الأعياد من باب مسعود المذكور للدار العلية تيمنا بالسعادة التي في اسم من نسب إليه وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يغير الأسماء القبيحة ويحب الفأل الحسن.

ومن فاخر تأسيساته في قلعته الإصطبل بل القصر الذي أعده لربط خيله ذلك القصر الباهي الباهر، الذي لم يزل أثر بنائه التاريخي دينا للأوائل على


(١) نفح الطيب ١/ ٥٢١.
.

<<  <  ج: ص:  >  >>