للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا سليمان إذ قال الإله له ... قم في البرية فاحدُدْها عن الفَنَد

وخّيِّس (١) الجِنَّ (٢) إني قد أمرتهم ... يبنون تَدْمُرَ بالصُّفَّاحَ والعَمَد (٣)

وأهل تدمر يزعمون أن ذلك البناء قبل سليمان بن داوود عليهما السلام بأكثر مما بيننا وبين سليمان ولكن الناس إذا رأوا بناء عجيبا جهلوا بانيه أضافوه إلى سليمان وإلى الجن (٤) اهـ. وأصله للجاحظ.

وفي كتاب مذاهب الأعراب وفلاسفة الإِسلام ما نصه، قالوا: ولكنكم إذا رأيتم بنيانا عجيبا وجهلتم موضع الحيلة فيه أضفتموه إلى الجن ولم تعانوه بالفكر. وقال العرجي:

سدت مسامعها لقرع مراحل ... من نسج حسن مثله لا ينسج

اهـ.

وهكذا السور المحيط بأنطاكية فقد تحدث التاريخ بعظمه عرضا وعمقا (٥).

ولنقصر السير في متسع هذه المهامه، وفيما ذكرناه تنبيه للمصنف من سنة أوهامه.

على أن مباهاة العظماء من ملوك الجاهلية والإِسلام بالبناءات الهائلة أمر معروف، ومهيع مسلوك غير مخوف، ففي "نفح الطيب": ولا خفاء أنه أي البناء يدل على عظم قدر بانيه، ولذلك قال أمير المؤمنين ناصر الدين المرواني باني الزهراء رحمه الله تعالى حسبما نسبهما له بعض العلماء:


(١) تحرف في المطبوع إلى: "وجيش" وصوابه لدى ياقوت.
(٢) تحرف في المطبوع إلى: "الجنى" وهو غير صحيح عروضيا، وصوابه لدى ياقوت، والبيتان من بحر البسيط.
(٣) معجم البلدان ٢/ ١٧.
(٤) معجم البلدان ٢/ ١٧.
(٥) انظر في ذلك ياقوت، مادة (أنطاكية).

<<  <  ج: ص:  >  >>