للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها الصرح الهائل الذي كان فوق القصر المعروف اليوم بأروى الجزارة الواقع بعقبة الضريح الإسماعيلى أمام مكتب الاستعلامات الآن، والهري العظيم الموجود إلى الوقت الحاضر داخل عرصة البحراوي الشهيرة، كان هذا الهري في زمن السلطان المولى الحسن مُعَدًّا لخزن الحطب والصرحان معا أصبحا في خبر كان، وإنما سمي القصر بأروى الجزارة لأنه كان معدا لنزول الجزارين الملازمين للحضرة السلطانية في الظعن والإقامة وربط دوابهم به بعد تخريبه فيما خرب وزوال زينته وقد جدد بعضه الموالي للعقبة المذكورة بعد حلول الدولة الحامية بين أظهرنا.

ومنها القصر المعروف اليوم ببين القبب الكائن بباب ابن القاري الداخلي المجاور لجنان البحراوية والأترجية من الجنة السلطانية.

ومنها القصر المعروف بدار لال صفية الذي به اليوم سكنى أبناء عم الجلالة السلطانية العلامة النقاد مولانا العباس بن عبد الرحمن بن هشام المقابل بابه الحالي لباب منصور العلج.

ومنها الهريان العظيمان الموجودان بإزاء صهريج السواني أحدهما يحتوي على ثلاثمائة وخمس وأربعين أسطوانة طوله مائة ونيف وثمانون مترا وعرضه لا يقل عن تسع وستين مترا، كان هذا الهري على جانب من الضخامة عظيم يشخص للعيان بسطة ملك منشئه ومقدرته على الإتيان بكل عجيب، كان سطحه بمثابة برج عظيم يوضع عليه من الآلات الحربية كل مدهش غريب الشكل، متناه في العظم بالنسبة لزمانه الغابر.

وقد لعبت أيدي البلى بجديده، وخرت سقوفه التي كانت تضاهي شوامخ الجبال، ومع الأسف فلا زالت عوامل الخراب عاملة فيه إلى الوقت الحاضر وهو اليوم وكر للبوم والهوام وأنواع الحشرات، وهذا الهري هو الذي قال فيه

<<  <  ج: ص:  >  >>