للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأمر مولانا المطاع أمره ... على العالى الندى الخليفة

من شرف العلم وأعلى قدره ... وأظهر الحق بكل وِجهة

على يدي قاضيه في مكناسة ... ابن أبي الغمر الحميد السيرة

عام ثلاثين وستة خلت ... من بعد سبعمائة للهجرة

فنصر الرحمن من زان بها ... مكناسة الغرب أتم نصرة

ونفع الذي أقام حسنها ... بفضل جد وكريم نية

ما رفعت بيوته في أرضه ... وتلى الأذن لها برفعة

وكان مجيء السلطان أبي الحسن لرؤية هذه المدرسة عند انتهاء بنائها من فاس، وقد بقى على ابن غازى التنصيص على ثالثة المدارس بمكناس الموجودة فيه إلى الآن، وهي مدرسة الخضارين المعروفة بمدرسة مولاى عبد الله بن حمد، وهى المقابلة لسماط العدول الآن مع ظهور قدومها، وسنذكر ما تجدد فيها من المدارس بعد.

ولنذيل ما تقدم بما شيدته الدولة الحالية العلوية شيد الله منارها في هذه البلدة فنقول: قد بني بمكناسة الملك المطاع، الذي ملأت جلالته القلوب مهابة ورعبا في سائر الأصقاع، تاج مفرق الدولة العلوية العلية ومؤسس فخرها ومؤثل مجدها، سيدنا الجد الأكبر المولى إسماعيل برد الله ثراه وفسح له في عدنه مساجد ومدارس ومعالم دينية، ووسع كنافها ومهدها ومدنها وأتقنها، وأحكم صنعها، وحصنها بالأسوار الشاهقة والمعاقل الضخمة الشامخة، والصقائل والأبراج العديدة ذات البال وأدارها بقصبات عديدة، منها ما هو متصل بسور البلد، ومنها ما هو منفصل عنه كما سيمر بك مفصلا بحول الله.

فمن تأسيساته بها قصوره الفاخرة الجميلة المتنافسة المزرية بدائعها بالبديع وضخامة آثارها بما بناه الأولون على اختلاف عناصرهم، وتباين أديانهم وتباعد

<<  <  ج: ص:  >  >>