الأوامر كل آونة بالتحفظ على الشعائر الإسلامية والأخذ بالحزم في صيانتها، وكف كل يد عادية رامت التوصل إليها لأغراضها الشخصية.
فمن ذلك ما أصدره أمير المؤمنين السلطان سيدى محمد بن عبد الرحمن بن هشام لبعض ولاة أمره. ودونك نص ما كتبه لعامله الطالب محمد بركاش:
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، ولفظ ما بداخل الطابع الشريف محمد بن عبد الله وليه خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، أعانك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد: فقد تساهل الناس خصوصا الأغنياء وأهل الوجاهة في أمر الأحباس حتى صاروا يتوصلون لما أرادوه منها بأى وجه أمكنهم ويجعلون ذلك في صورة المعاوضة، وصار النظار والقضاة يعتبرونهم فلا يردون إليهم حاجة، حتى انتقل بذلك كثير من الأحباس فبلغ لمولانا الوالد المقدس بالله ذلك فأمر الولاة خصوصا القضاة الذين لهم دخل في هذا الأمر بعدم معاوضتها رأسا، وتقرر هذا الأمر بمراكشة وفاس فلا يوجد أحد يعاوض شيئا منها، وحتى إن تعينت المصلحة فيها فلا بد من رفع أمرها لسيادته ينظر فيها بما اقتضاه نظره ولما ولانا الله سبحانه هذا الأمر اقتفينا أثره في ذلك وسددنا الأبواب في وجوه طلابها، على أن هذه المعاوضة إنما قال من قال بها من العلماء على شروط وأين هى تلك الشروط وما تقرر في هذه المدن أردناه أن يتقرر في ذلك الثغر السعيد، وها نحن أمرنا القاضى هناك وأكدنا عليه في عدم الموافقة على المعاوضة رأسا، كما أمرنا وصيفنا القائد محمد بن عبد الكريم الجبورى بأن لا يساعد أحدا عليها بوجه وأعلمناك لتكون على بصيرة وقد توعدنا القاضى والعامل على ذلك والسلام، في الربع من صفر عام تسعة وسبعين ومائتين وألف هـ.
وأما راوية باب المشاورين فهى التي بدرب سيدى غريب بمقربة من ضريح سيدى سلامة على يسار الداخل للدرب المذكور من نهج الحمامصيين، غير أن هذا