للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونص الثلاثين في قضية سليمان بن قدور المشاغب بالحدود وابن عمه قدر ابن حمزة:

"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.

وبعد: وصل كتابك مخبرا بأنه وصلك من شارل اكار كتاب في شأن سليمان بن قدور يخبرك فيه بأن دولته كلفته بعلاج داء المذكور، وأنه أخبرك بأنه كتب لحضرتنا العالية بالله في شأن من ذكر على وجه السر ووجه لك نسخة مما كتب به وأنه طلب منك أن تكتب لحضرتنا الشريفة إعانة له على ذلك الدواء، ووجهت كتابه لك مع النسخة المذكورة وأشرت بأنه ظهر لك أنهم حيث عينوا الدواء وطلبوا المساعدة على درء ما يتولد منه الضرر فلا بأس بذلك، لأنه إذا لم تقع مساعدة وحصل من ذلك عيب لم يبق ما يدافعون به وصرنا من ذلك على بال.

فالدواء الذى طلبه اكار هو الكتب لقدور بن حمزة وسليمان بن قدور مباشرة بأن يأتيا في الأمان ويواعدان بالبرور والإكرام ومزيد الإحسان، والكتب لهما بذلك مباشرة لا يناسب لما فيه من خروجهما عن طورهما ومن حل عرى الترهيب، والذى يظهر في علاج ذلك الداء هو أن يكتب الظهيران الشريفان للشريف المذكور بالترغيب والترهيب والوعد والوعظ والأمان ويتحمل لهما من قبلنا وبكون سليمان بن قدور يرجع لمكانته عندنا من غير زيادة ولا نقصان، بشرط الوقوف عند الشرط المشترط عليه قبل من كونه يسكن مع إخوانه بالحوز كما هم الآن به، ويترك التوجه للغرب قطع عدوتى الرباط ويشتغل بما يعينه، وأنه إذا ظهرت مخايل الغدر والهروب والتهور وانطماس البصيرة، أو تلبس بما يناقض العهد فإنه يعامل بما يناسب بعد بحول الله وقوته، حتى يكون الإتيان به مبنيا على أساس صحيح، وأن قدور بن حمزة يأتى في الأمان ويواعد بالبرور والإكرام على

<<  <  ج: ص:  >  >>