"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته. .
وبعد: فقد بلغنا أنه كثر وسق العدد الكثير في مرسى العدوتين من الحنابل والزرابى والبطانيات والبلغة ونحوها لمرسى طنجة اعتمادا على ما في الشروط، من أن ما يوسق من مراسى الإيالة بعضها لبعض، لا يعطى عنه أعشار لكن كان ذلك مع القله أما الآن فتفاحش جدا، مع أن مقصود واسقيه به وهران كما كثر ورود المراكب من بر النصارى موسوقة بالأتوات لبعض المراسى، ومعها بطائق أمناء طنجة بأنها دفعت أعشارها بطنجة حتى إنه ورد لمرسى لعدوتين قريبا خمسة مراكب وأربع بابورات من بر النصارى موسوقة بالأقوات ولم يعشر فيها حتى الثلث، زاعمين أنها عشرت بطنجة.
مع أنه لا ينزل بالمرسى من المراكب وإنما ينزل أصحابها من المراكب ويصحبون بطائق الأمناء بأنها أدت هناك وفى بطاقة واحدة منها نحو الثمان عشرة مائة خنشة، مع أن ما في الشروط ما مضمنه من أنزل سلعة في مرسى وعشرها ولم يجد فيها بيعا وأراد وسقها لا يعطى عليها شيئا آخر، وكذلك إذا أراد إنزالها بمرسى أخرى لا يعطى عليها، وهؤلاء لا ينزلونها أصلا حتى قل مدخول بعض المراسى بسبب ذلك، وفيه من التلبيس والتخليط ما لا يخفى، وعليه، فنأمرك أن تتكلم مع نواب في هذه المفسدة واسع في حسم مادتها بترتيب ذلك على أن تعشر كل سلعة في المرسى التي وسقت فيها أو وضعت وينسد باب التدليس في ذلك والخيانة، واجعل ذلك من أهم أمورك حتى يرتب أحسن ترتيب والسلام في ١٥ محرم الحرام عام ١٢٩٦".