للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش، وفقك الله، والسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.

وبعد: فقد عددنا لك الكتب في إبطال ما بلغنا من أمر الكرنطيلة التي أحدثتموها هناك على يد النصارى، ثم إنه لم يظهر منك أثر للتنفيذ حتى رجع المخازنية الذين كنا وجهناهم مع المال فأخبروا أنهم حصروا عن الدخول للمدينة وأقاموا هناك مدة، وحيزت منهم مكاتبنا الشريفة وتصرف فيها النصارى بالشق والتبخير وغير ذلك، ورجعوا من هناك من غير دخول.

وما كنا نظن أن يبلغ بك مساعدة النصارى هذا المبلغ حتى تمكنهم من التحكم علينا في بلادنا والتصرف في مكاتيبنا، ومنع أصحابنا من تبليغ أوامرنا الشريفة، حتى أفضى بك الحال إلى تفريق الأوامر على المراسى بمساعدتهم على تحكمهم، فساعدك من استهواه ذلك وأنف منه من عنده مسكة من عقل وامتنع، ورد الأمر لعلى جنابنا فأمرناه بعدم القبول وحتى حيث ظهرت لك مساعدتهم بطنجة فما كان ينبغى لك أن تأمر به في غيرها من المراسى، وتحيلهم على استئذان جانبنا العالى بالله فإنها أقرب منا ونحن أعرف بما نقرهم عليه، وما نمنعهم منه.

وقد طالعنا ما أجبت به من الأعذار الغير المقبولة والأقوال المعلولة ولا يقبل منك عذر في ذلك ولا يلتفت فيه لما ذكرت من اضطرار الضعفاء لما يجلبونه من القوت فإن رزق المسلمين بيد الله يأتيهم من حيث كتبه الله لهم من أبوابه الواسعة، وعليه فبوصول كتابنا هذا إليك افسخ ما عقدته في ذلك من غير توقف ولا مشاورة، وقد أمرنا المخازنية الحملة بأن يدخلوا بمجرد وصولهم ولا يتوقفوا في ذلك على إذن ولا غيره والسلام في ٢٤ شوال الأبرك عام ١٢٩٥".

ونص الثامن والعشرين في شأن التدليس والتحييل الذى يقع في التعشير على الصادر والوارد من السلع:

<<  <  ج: ص:  >  >>