٧١٤ - قال عمرو بن معاوية بن عتبة: جاءت الفتنة وأنا حديث السن، منتشر الضياع، كثير الحرم. فجعلت لا آتي حيا من أحياء العرب إلا شهرت فيه. فلما رأيت ذلك فديتهن بنفسي؛ فاستأذنت على سليمان بن علي، فأذن لي، فقلت: أصلح الله الأمير! لفظتني البلاد إليك، ودلني فضلك عليك. فإما قتلتني غانمًا، وإما رددتني سالمًا. قال: ومن أنت؟ قلت: عمرو بن معاوية بن عتبة بن أبي سفيان. قال: اقعد، فتكلم آمنًا غانمًا. فقلت: أصلح الله الأمير! إن الحرم التي أنت أقرب الناس إليهن معنا، وأولى الناس بهن بعدنا، قد خفن بخوفنا؛ ومن خاف، خيف عليه. فقال: يحقن الله دمك، ويحفظ حرمك، ولو أمكنني ذلك من أهلك كلهم، فعلت به.
٧١٥ - قرأ قارى:{إلا تنفروا يعذبكم عذابًا أليمًا ويستبدل قومًا غيركم}. فقال حنبلي: عظمت والله عقوبة الاستبدال، وأربت على العذاب، لأن الاستبدال صرف مؤيس من الرد إلى الاستخدام. والله لا خرجت مرارة قول الباري للأب الأول {اهبطوا منها جميعًا}، {بعضكم لبعض عدو}، لولا مزجها بقوله:{ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين}، كأنه عقل من قوله {إلى حين} إضمار وكمين: وهو ثم تعادون إلى المسكن الأول، بعد إذاقة مرارات الإبعاد. وخفت مصيبة آدم وحواء بالإضافة إلى مصيبة سليمان. سلب الخاتم والكرسي وبلي بالاستبدال: