/٧٨ ب وكذلك قياسُ (لَيْسَ) لما خرجَ عن نظائره بامتناع تصرفهِ؛ خرجَ بلُزومِ التخفيفِ له, فكذلك لما خرجَ: اضربْ أيُّهم أفضلُ, ببيانٍ ليس لنظائره منْ جهةِ التفصيلِ الذي فيه؛ خرجَ بالحذفِ الذي يقتضيهِ ذلك الوجهُ, وخرجَ بالحذفِ إلى البناءِ على ما فسرَّنا, فقد خرجَ بثلاثةِ أوجهٍ: بالتفصيلِ, وبالحذفِ, وبالبناءِ.
وتقولُ: اضربْ أيُّهم أفضلُ, ولا يجوزُ: اضرب اللَّذانِ أفضلُ؛ لأنَّه لا يجوزُ فيه الحذفُ كما لا يجوزُ في: أيُّهم.
وتقولُ: امرُر على أيُّهم أفضلُ, وامرُر بأيُّهم أفضلُ, على طريقة البناءِ, وإذا جاءَ (أيُّهم) على قياس أخواتِه في التَّمام؛ لم يكنْ إلى البناءِ سبيلٌ, فتقولُ: اضربْ أيَّهم هُو أفضلُ, لا غيرَ.
ونظيرُه في الردِّ إلى الأصل ببطلانِ العلةِ التي أخرجتهُ عنه: ما زيدٌ [إلاّ] مُنطلقٌ.
وألزمَ سيبويه الخليلَ على الحكايةِ في: اضرب أيُّهم أفضلُ, أن يُجيزَ: اضرب الفاسقُ الخبيثُ.
وهذا الإلزامُ ينقلبُ عليه في إجازته البناءَ, فيقالُ له: قد أجَزْتَ البناءَ؛ للحذفِ, وأجزتَ الحذفَ؛ للبيانِ الذي في قولكَ: الفاسقُ الخبيثُ, وإنْ لم يعتمدْ على الحكايةِ.