ولقد علمت لتأتين منيتي ... إن المنايا لا تطيش سهامها
فهذا الموضع موضع تأكيد يقتضي أن القسم محذوف, كأنه قال: والله لتأتين منيتي.
ويجوز: أظن لتسبقنني, ولا يجوز: أشك لتسبقنني, لأن الظن يجري مجرى العلم في القوة, فيؤكد وقوع المظنون, ولا يؤكد وقوع المشكوك.
وفي التنزيل:{ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ} , فهذا على القسم, كأنه قال: ظهر لهم والله ليسجننه, ويصلح في تقدير فاعل (بدا) وجهان:
أحدهما ذكره المازني, وهو: بدا لهم بدو, ثم فسره بـ {لَيَسْجُنُنَّهُ}.
والآخر: أن يضمر, وتقديره: بدا لهم معنى /١٥٦ ب ليسجننه, كما تقول: ظهر لهم أيهم أفضل, على هذا الوجه.