(وما كل مبتاع ولو سلف صفقة ... براجع ما قد فاته برداد)
أراد: سلف وقال أبو الفتح: "يحتمل أن يكون مخففاً من فعل مكسور العين, ولكنه فعل غير مستعمل إلا أنه في تقدير الاستعمال, وإن لم ينطق به. كما أن قولهم:(تفرعوا عبابيد وشماطيط) , كأنهم قد نطقوا [فيه] بالواحد من هذين الجمعين وإن لم يكن مستعملا في اللفظ". فإن قيل: فلم نسمع عنهم: "نسلف" بفتح اللام فما ينكر أن يكون هذا يدل على أنهم لا يريدون: "سلف" بكسر اللام على وجه؟ ألا ترى من قال:"علم" بسكون اللام لا يقول في مضارعه إلا "علم" بكسرها؟ فالجواب: أنهم لما لم ينطقوا بالمكسور على وجه, واستغنوا بالمفتوح صار عندهم كالمفروض الذي لا أصل له, وأجمعوا على مضارع المفتوح, فهذا ينبغي أن يكون مما ذكر سيبويه, إنهم يستغنون فيه بالشيء عن الشيء حتى يكون المستغنى عنه مسقطاً.