طول الحياة لأنها تؤدي إلى أرذل العمر وتنكيس الخلق والرد إلى أسفل سافلين وفي الحديث أن الفرض أفضل من النفل وقد عده الفقهاء من القواعد لكن استثنوا منها إبراء المعسر فإنه أفضل من إنظاره وإنظاره واجب وإبراؤه سنة وابتداء السلام فإنه سنة والرد واجب والآذان سنة وهو أفضل من الإمامة التي هي فرض كفاية على الراجح فيهما قال الطوفي هذا الحديث أصل في السلوك إلى الله والوصول إلى معرفته ومحبته وطريقه أداء المفترضات الباطنة وهي الإيمان والظاهرة وهي الإسلام والمركبة منهما وهي الإحسان فيهما كما تضمنه حديث جبريل والإحسان يتضمن مقامات السالكين من الزهد والإخلاص والمراقبة وغيرها وفي الحديث أيضاً أن من أتى بما وجب عليه وتقرب بالنوافل لم يرد دعاؤه لوجود هذا الوعد الصادق المؤكد بالقسم وقد تقدم الجواب عما يتخلف عن ذلك وفيه أن العبد لو بلغ أعلى الدرجات حتى يكون حبوباً لله لا ينقطع عن الطلب لما فيه من الخضوع له وإظهار العبودية قال الشيخ أبو الفضل بن عطا في هذا الحديث عظم قدر الولي لكونه خرج عن تدبيره وعن انتصاره لنفسه إلى انتصار الله له وعن حوله وقوته بصدق وتوكل (خ) عن أبي هريرة
• (أن الله تعالى قال لقد خلقت خلاقً) أي من الآدميين (ألسنتهم أحلى من العسل) أي فيها يتملقون ويداهنون (وقلوبهم أمر من الصبر) أي فبها يمكرون وينافقون (فبي حلفت) أي أقسمت بعظمتي وجلالي لا بغير ذلك (لأتيحنهم) بضم الهمزة وكسر المثناة الفوقية بعدها مثناة تحتية فحاء مهملة فنون أي لأقدرن لهم (فتنة) أي ابتلاء وامتحاناً (تدع الحليم) باللام (منهم حيران) أي تترك العاقل منهم متحير ألا يمكنه دفعها ولا كشف شرها (فبي يغترون أم علي يجترؤن) أي فبحلمي وإمهالي يغترون والإغترار هنا عدم الخوف من الله وإهمال التوبة والاسترسال في المعاصي والشهوات (ت) عن ابن عمر بن الخطاب قال الترمذي حديث غريب حسن
• (أن الله تعالى قال أنا خلقت الخير والشر) أي قدرت كلا منهما (فطوبى لمن قدرت على يده الخير أي الخير الكثير حاصل لمن يسرته على يده (وويل) أي شدة هلكة أو واد في جهنم (لمن قدرت على يده الشر) أي جعلته سبباً له قال المناوي لأن الله تعالى جعل هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير والرشاد وشرها أوعاها للبغي والفساد (طب) عن ابن عباس بإسناد ضعيف
• (أن الله قبض أرواحكم حين شاء) يعني عند النوم (وردها عليكم حين شاء) أي عند اليقظة والقبض مجاز عن سلب الحركة الإرادية إذ لا يلزم من قبض الروح الموت فالموت انقطاع تعلق الروح بالبدن ظاهراً وباطناً والنوم انقطاعه عن ظاهره فقط وحين شاء في الموضعين ليس لوقت واحد فإن نوم القوم لا يتفق غالباً في وقت واحد بل يتتابعون فتكون حين الأولى خبراً عن أحيان متعددة قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في كل جسد روحان إحداهما روح اليقظة التي أجرى الله العادة أنها إذا كانت في الجسد كان الإنسان