المجموع في النطع (بالبركة) أي طلب من الله تعالى بذل وافتقار بإنزال البركة والنماء المعنوي فيه بحيث يكفي ذلك الشيء اليسير كلهم ببركة دعائه صَلَّى الله عليه وسلم (ثم) بعد دعائه على ذلك المجموع (قال) رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لكل منهم (خذوا) من هذا المجموع اليسير كل بقدر حاجته واجعلوه (في أوعيتكم) أي في ظروفكم ومزاودكم وأوانيكم جمع وعاء وهو الإناء الذي يوعى ويحفظ فيه الطَّعام (قال) أبو هريرة (فأخذوا) أي فأخذ كل منهم من ذلك المجموع اليسير قدر حاجته وجعلوه (في أوعيتهم) ومزاودهم وملؤوا كل ما عندهم من الأواني والأوعية (حتَّى ما تركوا) أي حتَّى لم يتركوا (في العسكر) والجيش (وعاء) وإناء فارغًا (إلَّا ملؤوه) أي إلَّا ملؤوا ذلك الوعاء الفارغ من ذلك الطَّعام المجموع وجعلوه مملوءًا بالطعام (قال) أبو هريرة (فكلوا) أي عقب ما ملؤوا الأوعية أكلوا مما بقي على النطع (حتَّى شبعوا) وملؤوا بطونهم من أكل ذلك الطَّعام (وفضلت) بكسر الضَّاد وفتحها لغتان مشهورتان فيه أي بقيت (فضلة) وبقية أي شبعوا وفضل منهم شيء فاضل بعد أكلهم وشبعهم (فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم) عند ذلك (أشهد أن لا إله إلَّا الله وأني رسول الله) حقًّا إلى كافّة الثقلين، وقال أيضًا (لا يلقى الله) سبحانه وتعالى (بهما) أي بهاتين الشهادتين (عبد) من عباد الله تعالى حالة كونه (غير شاك) ولا متردد فيهما والفاء في قوله (فيحجب) أي يمنع، عاطفة سببية، والفعل بعدها منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد الفاء السببية الواقعة في جواب النفي والجملة الفعلية مع أن المضمرة في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد من الجملة التي قبلها من غير سابك لإصلاح المعنى، تقديره لا يكون لقاء عبد ربه بهما حالة كونه غير متردد فيهما فحجبه (عن الجنَّة) وهو بضم الياء وفتح الجيم على صيغة المبني للمفعول وعبارة المفهم هنا (قوله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنَّة) يعني كلمتي التوحيد المتقدمتين (ويحجب) يمنع ورويناه بفتح الباء ورفعها، فالنصب بإضمار أن بعد الفاء في جواب النفي وهو الأظهر والأجود وفي الرَّفع إشكال لأنَّه يرتفع على أن يكون