للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قَال: فَدَعَا بِنِطَع فَبَسَطَهُ، ثُمَّ دَعَا بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ، قَال: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِكَفِّ ذُرَةٍ، قَال: وَيَجِيءُ الآخَرُ بِكَفِّ تَمْرٍ، قَال: وَيَجِيءُ الآخَرُ بِكِسْرَةٍ، حَتَّى اجْتَمَعَ عَلَى النِّطَعِ مِنْ ذَلِكَ شَيءٌ يَسِيرٌ، قَال: فَدَعَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَلَيهِ

ــ

مقام الجواب تقديره أي سأفعل ما قلت لي على سبيل المشاورة من جمع بقايا الأزواد والدعاء عليها، قال الأبي: وهذا من النسخ قبل الفعل، لأنَّ إذنه الأوَّل إباحة، والإباحة حكم شرعي فرفعها نسخ انتهى.

قال السنوسي: وفيه نظر لأنَّ الإباحة أولًا إنَّما كانت للضرورة وقد ارتفعت بما ظهر من البركة، وارتفاع الحكم لارتفاع سببه ليس بنسخ اهـ.

(قال) أبو هريرة أو أبو سعيد (فدعا) النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم وطلب منهم (بنطع) أي بإحضار جلد مدبوغ وبسطه عنده ليجمع عليه الأزواد، والتطوع على وزان ضلع، بساط متخذ من أديم، وكانت الأنطاع تبسط بين أيدي الملوك والأمراء حين أرادوا قتل أحدٍ صبرًا ليصان المجلس من الدم وإليه أشار أبو الطَّيِّب بقوله:

إذا ضرب الأمير رقاب قوم ... فما لكرامة مد النطوعا

وفيه أربع لغات مشهورة أشهرها كسر النون مع فتح الطاء، والثانية فتحهما، والثالثة فتح النون مع إسكان الطاء، والرابعة كسر النون مع إسكان الطاء؛ أي فدعا بنطع فأحضر (فبسطه) أي فأمر ببسطه وفرشه (ثم دعا) ونادى في النَّاس (بفضل أزوادهم) أي بجمع بقايا أزوادهم على ذلك النطع (قال) أبو هريرة أو أبو سعيد (فجعل الرجل) منهم أي شرع أن (يجيء) ويحضر (بكف ذرة) وحفنتها ومدها ويحتمل كون جعل من أفعال الشروع كما فسرنا، وكونه من أخوات صار أي صار حاضرًا بكف ذرة والذرة بضم الذال وتخفيف الراء المفتوحة حب مقتات معروف لها أنواع كثيرة تصل إلى ثلاثين نوعًا، وهي في أصلها نوعان ذرة حبشية وهي كبار الحبوب وذرة شامية وهي صغار الحبوب، وأصغرها حبًا نوع يسمى بالدخن (قال) أبو هريرة (ويجيء) الرجل (الآخر بكف تمر) أي بمد تمر وحفنته (قال) أبو هريرة (ويجيء الآخر بكسرة) خبز وقطعتها، وقوله (حتَّى اجتمع) غاية لمحذوف أي فجمعوها حتَّى اجتمع (على النطع) المفروش (من ذلك) الطَّعام المجموع (شيء يسير) أي شيء قليل لا يسعهم عادة.

(قال) أبو هريرة (فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه) أي على ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>