للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَقَال رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلم: "افْعَلُوا"، قَال: فَجَاءَ عُمَرُ فَقَال: يَا رَسُولَ الله؛ إِنْ فَعَلْتَ .. قَلَّ الظهْرُ، وَلَكِنِ ادْعُهُمْ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ، ثُمَّ ادْعُ الله لَهُمْ عَلَيهَا بِالْبَرَكَةِ، لَعَل الله أَنْ يَجْعَلَ فِي ذَلِكَ، فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلمَ: "نَعَمْ"،

ــ

وفي الحديث أنَّه لا ينبغي للعسكر من الغزاة أن يضيعوا دوابهم التي يستعينون بها في القتال بغير إذن الإمام ولا يأذن لهم إلَّا إذا رأى مصلحة أو خاف مفسدة ظاهرة لأنَّ في تضييعها إضعافًا لهم وكذلك ما يخاف من تضييعه في الحضر فوقه مصلحة عامة كبيع السلاح ونحوه (فقال) لهم (رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم افعلوا) ما قلتم من نحرها وأكل لحمها والادهان بشحومها (قال) أبو هريرة أو أبو سعيد الخدري (فجاء عمر) بن الخطاب إلى النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم (فقال) له صَلَّى الله عليه وسلم على سبيل المشاورة (يا رسول الله إن فعلت) ما طلبوا منك وأذنت لهم فيه فنحروا وأكلوا لحمها (قل الظهر) والمركوب لهم، وفي ذلك ضياعهم، قال النواوي: وفي قول عمر هذا جواز الإشارة على الأئمة والرؤساء، وأن للمفضول أن يشير عليهم بخلاف ما رأوه إذا ظهرت مصلحته عنده، وأن يُشير عليهم بإبطال ما أمروا بفعله، والمراد بالظهر هنا الدواب سميت بذلك لكونها يُركب على ظهرها أو لكونها يستظهر بها ويستعان بها على السَّفر انتهى.

(ولكن ادعهم) يا رسول الله أي ادع النَّاس وناد فيهم بالإتيان إليك ببقايا أزوادهم فيأتوا إليك (بفضل أزوادهم) أي بما فضل وبقي عندهم من بقية أزوادهم (ثم) بعد إتيانهم إليك ببقايا أزوادهم وجمعها عندك (ادع الله) سبحانه وتعالى (لهم) أي لأجلهم (عليها) أي على تلك البقايا المجموعة (بالبركة) والزيادة فيها والإكثار منها معنىً، والبركة زيادة الشيء وكثرته معنى لا حسًّا (لعل الله) سبحانه وتعالى ونرجوه (أن يجعل في ذلك) المجموع من بقايا الأزواد بركة وزيادة وكثرة معنوية، فمفعول يجعل محذوف كما قدرناه لعلمه من السياق.

قال النواوي (قوله أن يجعل في ذلك) هكذا وقع في الأصول التي رأينا وفيه محذوف تقديره يجعل في ذلك بركة أو خيرًا أو نحو ذلك فحذف المفعول به لأنَّه فضلة، وأصل البركة كثرة الخير وثبوته، وتبارك الله ثبت الخير عنده، وقيل غير ذلك اهـ.

(فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم) لعمر (نعم) حرف تصديق في الإثبات قائم

<<  <  ج: ص:  >  >>