لكن معناه مستفاد من هذا القول أي لأن معنى التكبير التعظيم، ووحده حال مؤكدة أو مفعول مطلق ومثله لا شريك له اهـ السنوسي (له الملك وله الحمد) زاد في رواية أبي داود (يحيي ويميت)(وهو على كل شيء قدير لا إله إلَّا الله وحده أنجز وعده) أي وفي بما وعد لإعلاء كلمته (ونصر عبده) أي عبده الخاص محمدًا صلى الله عليه وسلم على أعدائه نصرًا عزيزًا (وهزم الأحزاب وحده) أي دون قتال آدمي، قال الطيبي: الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وكانت سنة ست وقيل سنة خمس، فهزمهم الله تعالى بغير قتال اهـ، ويمكن أن يراد بهم أنواع الكفار الذين غلبوا بالهزيمة والفرار كذا في المرقاة، قال بعضهمْ وإنما خص من الأذكار ما فيه توحيد وبيان لإنجاز الوعد ونصره على أعدائه تذكرًا لنعمته وإظهارًا لبعض معجزاته وقطعًا لدابر الشرك وبيانًا أن كل ذلك موضوع تحت قدميه وإعلانًا لكلمة الله ودينه في مثل ذلك الموضع اهـ (ثم دعا) صلى الله عليه وسلم (بين) مرات (ذلك) الذكر المذكور المكرر ثلاثًا كما صرحه بقوله (قال) أي كرر (مثل هذا) الذكر المذكور (ثلاث مرات) قال بعضهم: ثم تقتضي التراخي وأن يكون الدعاء بعد الذكر وبين تقتضي العدد والتوسط بين الذكر بأن يدعو بعد قوله على كل شيء قدير، ويحتمل أن المعنى لما فرغ من قوله وهزم الأحزاب دعا بما شاء ثم قال مرة أخرى هذا الذكر ثم دعا حتَّى فعل ثلاث مرات هذا هو المشهور عند أصحابنا، وقال بعضهم: يكرر ثلاثًا، والدعاء مرتين والصواب الأول اهـ سنوسي (ثم نزل) من الصفا ومشى (إلى المروة) على عادته (حتَّى إذا انصبت) بتشديد الموحدة من الانصباب وهو مجاز من قولهم صب الماء فانصب أي حتَّى إذا انحدرت (قدماه) وانهبطت (في بطن الوادي) وهو ما بين الميلين الأخضرين (سعى) أي رمل وعدا عدوًا وأسرع في مشيه، قيل اقتداءً بهاجر في سعيها تطلب الماء لولدها اهـ من الأبي (حتَّى إذا صعدتا) أي صعدت وارتفعت قدماه من بطن الوادي إلى جهة مروة (مشى) على عادته (حتَّى أتى المروة) قال النواوي: هكذا هو في النسخ وكذا نقله