(رمضان فجئت) أنا (فقمت إلى جنبه) أي إلى جانبه الأيمن (وجاء رجل آخر) لم أر من ذكر اسمه من الشراح (فقام) ذلك الآخر إلى جانبه الآخر (أيضًا) أي كما قمت أنا جانبه ثم جاء آخرون فقاموا خلفه معنا (حتى) اجتمعنا وكنا رهطًا) أي جماعة قال ابن الأثير: الرهط من الرجال ما دون العشرة وقيل: إلى الأربعين ولا تكون فيهم امرأة ولا واحد له من لفظه ويجمع على أرهط وأرهاط وأراهيط جمع الجمع اهـ.
(فلما حسَّ) بلا همزة لغة قليلة واللغة الفصحى أحس بالهمزة نظير قوله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ} أي فلما علم (النبي صلى الله عليه وسلم أنَّا) نحن (خلفه) أي كوننا مصلين خلفه (جعل) أي شرع (يتجوَّز) أي يخفف (في الصلاة) مقتصرًا فيها على الواجب المجزئ مع بعض المندوبات والتجوُّزُ هنا للمصلحة (ثم) بعد ما سلم من الصلاة (دخل رحله) أي منزله قال الأزهري: رحل الرجل عند العرب هو منزله سواء كان من حجر أو مدر أو وبر أو شعر أو غيرهما اهـ نووي (فصلى صلاة) طويلة (لا يصليها عندنا) أي لم يصل مثلها معنا (قال) أنس: (قلنا له حين أصبحنا) أي حين دخلنا في الصباح: (أفطنت) أي هل علمت (لنا الليلة) أي البارحة حين صلينا خلفك والفطنة الفهم مع الحذق وهو أخص من الفهم.
(قال) أنس: (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم) أي فطنت صلاتكم ورائي (ذاك) أي صلاتكم ورائي هو (الذي حملني) وبعثني (على الذي صنعت) أي على صلاتي في منزلي وترك الخروج إليكم لئلا تفرض صلاة الليل عليكم فتعجزوا عنها (قال) أنس: (فأخذ يواصل رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي أخذ وشرع رسول الله صلى الله عليه وسلم يواصل الصوم ليلًا ونهارًا لا يفطر وهذا محل الترجمة من الحديث (وذاك) الوصال منه صلى الله عليه وسلم كان (في آخر الشهر) أي في آخر شهر رمضان (فأخذ)